من السذاجة السياسية قراءة حرب غزة باعتبارها مجرد حرب ضد تنظيمات فلسطينية، واذا كانت هذه هي الذريعة المعلنة، فإن دوافع الحرب متعددة في حزمة إسرائيلية واحدة. حزمة الدوافع تتشارك فيها الولايات المتحدة، وتحظى بدعم غربي، وتهاون عربي، وليس أدل على تعدد الدوافع من دخول الحرب شهرها الرابع، ولو كانت حربا ضد تنظيم لما احتاجت إلى كل هذا الوقت، دون أن ننكر أن إسرائيل استدرجها القضاء والقدر إلى مقتلها هذه المرة.
أول هذه الدوافع إعادة رسم الديموغرافيا الفلسطينية في غزة ذاتها، عبر حشر الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وتهجيرهم كليا أو جزئيا نحو مصر، وإقامة جدار عازل شمال القطاع يستولي على ربع أرض القطاع الصغير أصلا، بما يعنيه ذلك من هدم البيوت وتجريف الأرض، ومصادرتها، وتشريد أصحاب هذه المناطق، وتخريب مجمل الحياة في كل القطاع عبر تحويله إلى منطقة منكوبة لا حياة فيها ولا أي مرافق لإدامة هذه الحياة. الدافع الثاني يرتبط بترتيبات الضفة الغربية ومدينة القدس، وهذا يعني أن إسرائيل في دوافعها الإستراتيجية تريد الوصول إلى الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف استرداد الضفة للمشروع الإسرائيلي بما يعنيه ذلك من شطب فعلي لاتفاقية أوسلو التي لا يتمسك بها إلا كبار موظفي سلطة أوسلو، وإحداث 'إزاحة سكانية' ناعمة نحو الأردن، أو تهجير قسري في سيناريو آخر، بهدف التطابق مع هدف إعادة التشكيل السكاني الذي نراه في قطاع غزة بما يعد نكبة جديدة تضاف إلى نكبة 1948، وتجدد نتائج نكبة 1967. إسرائيل التي تتوهم أنها ستنجح في ملف التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية ستصل بالضرورة الى ملفين بالمحصلة أولهما القدس، والحرم القدسي وما يعنيه المسجد الأقصى هنا، وملف الفلسطينيين في فلسطين عام 1948 لتأكيد يهودية الدولة حيث لم يعد مستبعدا اليوم إي إجراءات ضد هذه الكتلة من سحب الجنسية الإسرائيلية وغير ذلك من مخططات. يدخل المشروع الإسرائيلي مرحلة مختلفة، حتى لا نتشاغل فقط بالعمليات اليومية والجرائم التي تتنزل على الفلسطينيين، وهذا يعني أننا أمام حرب إسرائيلية تريد إعادة تشكيل الخريطة الفلسطينية بما يعنيه ذلك من ارتداد على كل الإقليم، ومن المؤكد هنا أن إعادة التشكيل لها كلفتها الإقليمية التي تتعامل معها إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان، سورية، إيران، اليمن، البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وما يعنيه ذلك على أمن الملاحة والنفط وتأثر اقتصادات الاحتلال، ثم كل اقتصادات المنطقة في العقبة وقناة السويس، وصولا الى التوقعات الأخطر حول ما قد يقع في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومنطقة سيناء التي تستهدفها إسرائيل من خلال مخططات محور فيلادلفيا، وتوقع إمكانات التهجير القسري إليها. هذا يعني أن دافع الحرب الثالث يرتبط بكل الإقليم ودوله وشكله وموازين القوة فيه، ومن سيسود في الإقليم خلال الفترة المقبلة، سواء عبر سيناريوهات الحرب المتعددة الجبهات، أو سيناريوهات التسويات السياسية، وهذا يقول إن إسرائيل والمعسكر الغربي يريدان تحقيق عدة أهداف في المنطقة من خلال بوابة قطاع غزة، إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا. غرق إسرائيل في غزة هو عنصر الحماية الوحيد لكل فلسطين ولكل المنطقة العربية، ولعمليات إعادة التشكيل التي لا يرفضها البعض على ما يبدو وهي عمليات إعادة تشكيل ألمح إليها رئيس حكومة الاحتلال بدايات الحرب حين قال إن هذه الحرب ستعيد صياغة الشرق الأوسط. يقال هذا الكلام حتى لا يواصل البعض ممارسة الكبائر السياسية، أي الظن أن هذه الحرب ضد تنظيمات فقط. نحن أمام الحرب الأخطر، ضد المنطقة. أدرك ذلك البعض أو لم يدركوا. هذه الحرب وما بعدها يعد الأخطر على كل المنطقة، والذين يظنون أنها حرب الفلسطينيين لوحدهم، سيدفعون الثمن أيضاً إذا واصلوا ذات القناعة البائسة.
ماهر أبو طير
من السذاجة السياسية قراءة حرب غزة باعتبارها مجرد حرب ضد تنظيمات فلسطينية، واذا كانت هذه هي الذريعة المعلنة، فإن دوافع الحرب متعددة في حزمة إسرائيلية واحدة. حزمة الدوافع تتشارك فيها الولايات المتحدة، وتحظى بدعم غربي، وتهاون عربي، وليس أدل على تعدد الدوافع من دخول الحرب شهرها الرابع، ولو كانت حربا ضد تنظيم لما احتاجت إلى كل هذا الوقت، دون أن ننكر أن إسرائيل استدرجها القضاء والقدر إلى مقتلها هذه المرة.
أول هذه الدوافع إعادة رسم الديموغرافيا الفلسطينية في غزة ذاتها، عبر حشر الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وتهجيرهم كليا أو جزئيا نحو مصر، وإقامة جدار عازل شمال القطاع يستولي على ربع أرض القطاع الصغير أصلا، بما يعنيه ذلك من هدم البيوت وتجريف الأرض، ومصادرتها، وتشريد أصحاب هذه المناطق، وتخريب مجمل الحياة في كل القطاع عبر تحويله إلى منطقة منكوبة لا حياة فيها ولا أي مرافق لإدامة هذه الحياة. الدافع الثاني يرتبط بترتيبات الضفة الغربية ومدينة القدس، وهذا يعني أن إسرائيل في دوافعها الإستراتيجية تريد الوصول إلى الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف استرداد الضفة للمشروع الإسرائيلي بما يعنيه ذلك من شطب فعلي لاتفاقية أوسلو التي لا يتمسك بها إلا كبار موظفي سلطة أوسلو، وإحداث 'إزاحة سكانية' ناعمة نحو الأردن، أو تهجير قسري في سيناريو آخر، بهدف التطابق مع هدف إعادة التشكيل السكاني الذي نراه في قطاع غزة بما يعد نكبة جديدة تضاف إلى نكبة 1948، وتجدد نتائج نكبة 1967. إسرائيل التي تتوهم أنها ستنجح في ملف التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية ستصل بالضرورة الى ملفين بالمحصلة أولهما القدس، والحرم القدسي وما يعنيه المسجد الأقصى هنا، وملف الفلسطينيين في فلسطين عام 1948 لتأكيد يهودية الدولة حيث لم يعد مستبعدا اليوم إي إجراءات ضد هذه الكتلة من سحب الجنسية الإسرائيلية وغير ذلك من مخططات. يدخل المشروع الإسرائيلي مرحلة مختلفة، حتى لا نتشاغل فقط بالعمليات اليومية والجرائم التي تتنزل على الفلسطينيين، وهذا يعني أننا أمام حرب إسرائيلية تريد إعادة تشكيل الخريطة الفلسطينية بما يعنيه ذلك من ارتداد على كل الإقليم، ومن المؤكد هنا أن إعادة التشكيل لها كلفتها الإقليمية التي تتعامل معها إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان، سورية، إيران، اليمن، البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وما يعنيه ذلك على أمن الملاحة والنفط وتأثر اقتصادات الاحتلال، ثم كل اقتصادات المنطقة في العقبة وقناة السويس، وصولا الى التوقعات الأخطر حول ما قد يقع في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومنطقة سيناء التي تستهدفها إسرائيل من خلال مخططات محور فيلادلفيا، وتوقع إمكانات التهجير القسري إليها. هذا يعني أن دافع الحرب الثالث يرتبط بكل الإقليم ودوله وشكله وموازين القوة فيه، ومن سيسود في الإقليم خلال الفترة المقبلة، سواء عبر سيناريوهات الحرب المتعددة الجبهات، أو سيناريوهات التسويات السياسية، وهذا يقول إن إسرائيل والمعسكر الغربي يريدان تحقيق عدة أهداف في المنطقة من خلال بوابة قطاع غزة، إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا. غرق إسرائيل في غزة هو عنصر الحماية الوحيد لكل فلسطين ولكل المنطقة العربية، ولعمليات إعادة التشكيل التي لا يرفضها البعض على ما يبدو وهي عمليات إعادة تشكيل ألمح إليها رئيس حكومة الاحتلال بدايات الحرب حين قال إن هذه الحرب ستعيد صياغة الشرق الأوسط. يقال هذا الكلام حتى لا يواصل البعض ممارسة الكبائر السياسية، أي الظن أن هذه الحرب ضد تنظيمات فقط. نحن أمام الحرب الأخطر، ضد المنطقة. أدرك ذلك البعض أو لم يدركوا. هذه الحرب وما بعدها يعد الأخطر على كل المنطقة، والذين يظنون أنها حرب الفلسطينيين لوحدهم، سيدفعون الثمن أيضاً إذا واصلوا ذات القناعة البائسة.
ماهر أبو طير
من السذاجة السياسية قراءة حرب غزة باعتبارها مجرد حرب ضد تنظيمات فلسطينية، واذا كانت هذه هي الذريعة المعلنة، فإن دوافع الحرب متعددة في حزمة إسرائيلية واحدة. حزمة الدوافع تتشارك فيها الولايات المتحدة، وتحظى بدعم غربي، وتهاون عربي، وليس أدل على تعدد الدوافع من دخول الحرب شهرها الرابع، ولو كانت حربا ضد تنظيم لما احتاجت إلى كل هذا الوقت، دون أن ننكر أن إسرائيل استدرجها القضاء والقدر إلى مقتلها هذه المرة.
أول هذه الدوافع إعادة رسم الديموغرافيا الفلسطينية في غزة ذاتها، عبر حشر الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وتهجيرهم كليا أو جزئيا نحو مصر، وإقامة جدار عازل شمال القطاع يستولي على ربع أرض القطاع الصغير أصلا، بما يعنيه ذلك من هدم البيوت وتجريف الأرض، ومصادرتها، وتشريد أصحاب هذه المناطق، وتخريب مجمل الحياة في كل القطاع عبر تحويله إلى منطقة منكوبة لا حياة فيها ولا أي مرافق لإدامة هذه الحياة. الدافع الثاني يرتبط بترتيبات الضفة الغربية ومدينة القدس، وهذا يعني أن إسرائيل في دوافعها الإستراتيجية تريد الوصول إلى الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف استرداد الضفة للمشروع الإسرائيلي بما يعنيه ذلك من شطب فعلي لاتفاقية أوسلو التي لا يتمسك بها إلا كبار موظفي سلطة أوسلو، وإحداث 'إزاحة سكانية' ناعمة نحو الأردن، أو تهجير قسري في سيناريو آخر، بهدف التطابق مع هدف إعادة التشكيل السكاني الذي نراه في قطاع غزة بما يعد نكبة جديدة تضاف إلى نكبة 1948، وتجدد نتائج نكبة 1967. إسرائيل التي تتوهم أنها ستنجح في ملف التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية ستصل بالضرورة الى ملفين بالمحصلة أولهما القدس، والحرم القدسي وما يعنيه المسجد الأقصى هنا، وملف الفلسطينيين في فلسطين عام 1948 لتأكيد يهودية الدولة حيث لم يعد مستبعدا اليوم إي إجراءات ضد هذه الكتلة من سحب الجنسية الإسرائيلية وغير ذلك من مخططات. يدخل المشروع الإسرائيلي مرحلة مختلفة، حتى لا نتشاغل فقط بالعمليات اليومية والجرائم التي تتنزل على الفلسطينيين، وهذا يعني أننا أمام حرب إسرائيلية تريد إعادة تشكيل الخريطة الفلسطينية بما يعنيه ذلك من ارتداد على كل الإقليم، ومن المؤكد هنا أن إعادة التشكيل لها كلفتها الإقليمية التي تتعامل معها إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان، سورية، إيران، اليمن، البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وما يعنيه ذلك على أمن الملاحة والنفط وتأثر اقتصادات الاحتلال، ثم كل اقتصادات المنطقة في العقبة وقناة السويس، وصولا الى التوقعات الأخطر حول ما قد يقع في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومنطقة سيناء التي تستهدفها إسرائيل من خلال مخططات محور فيلادلفيا، وتوقع إمكانات التهجير القسري إليها. هذا يعني أن دافع الحرب الثالث يرتبط بكل الإقليم ودوله وشكله وموازين القوة فيه، ومن سيسود في الإقليم خلال الفترة المقبلة، سواء عبر سيناريوهات الحرب المتعددة الجبهات، أو سيناريوهات التسويات السياسية، وهذا يقول إن إسرائيل والمعسكر الغربي يريدان تحقيق عدة أهداف في المنطقة من خلال بوابة قطاع غزة، إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا. غرق إسرائيل في غزة هو عنصر الحماية الوحيد لكل فلسطين ولكل المنطقة العربية، ولعمليات إعادة التشكيل التي لا يرفضها البعض على ما يبدو وهي عمليات إعادة تشكيل ألمح إليها رئيس حكومة الاحتلال بدايات الحرب حين قال إن هذه الحرب ستعيد صياغة الشرق الأوسط. يقال هذا الكلام حتى لا يواصل البعض ممارسة الكبائر السياسية، أي الظن أن هذه الحرب ضد تنظيمات فقط. نحن أمام الحرب الأخطر، ضد المنطقة. أدرك ذلك البعض أو لم يدركوا. هذه الحرب وما بعدها يعد الأخطر على كل المنطقة، والذين يظنون أنها حرب الفلسطينيين لوحدهم، سيدفعون الثمن أيضاً إذا واصلوا ذات القناعة البائسة.
التعليقات