لم يكن تاجر خردوات، ولم يكن يبحث عن علب البلاستيك لبيعها، بل كان هو وطفله أو حفيده يقف على إحدى حاويات القمامة، ويأكل بعض ما فيها من بقايا طعام ربما يكون قد فسد، ويطعم الطفل الذي بصحبته. وموقف آخر قبل يومين، رجل مسن أشعث أغبر قطعته سيارته المتهالكة أصلا من البنزين ومعه عائلته المتعبة، حمل زجاجة ماء فارغة ووقف حائرا بصمت وحزن بساحة إحدى محطات الوقود، منعته عزة نفسه من أن يطلب المساعدة إلى أن اقترب منه أحد الأشخاص وساعده بشراء القليل من البنزين حتى يستطيع أن يصل بعائلته إلى بيته الذي ربما تكون الكهرباء فيه مقطوعة لعدم تمكنه من دفع الفاتورة.
هاذان الموقفان يسقطان كل التنظيرات ويدينان أصحابها، تلك التنظيرات التي تصم بها الحكومات آذاننا كل يوم بحجة مكافحة الفقر الذي جثم على صدر شرائح كبيرة وكثيرة في مجتمعنا، يخرجون على وسائل الإعلام المختلفة ببدلاتهم الفاخرة وبابتساماتهم المصطنعة، يتحدثون عن استراتيجيات أصبح الأردنيون يدركون جيدا زيفها وكذبها، وأنها لا تساوي على الحقيقة ثمن الورق الذي كتبت عليه.
الفقر في كثير من الأحيان يؤدي إلى الكفر، والذين يتشدقون بعظمة صبر الفقير وأن أجره عند الله كبير يكذبون على الفقراء، كما يقول الإمام الغزالي بأن الذي يتحدث للفقير عن أجره ويوهمه بأن أجره عند الله عظيم يكذب عليه، فالفقير ينام جائعا هو وأولاده، أما ناصح الفقير ينام بكثرة ماله ورفاهيته، متخم من كثرة أنواع الطعام على مائدته. لقد أدان القرآن الكريم كل مجتمع يسكت على فقر الناس، والأجر في النهاية لا يعلمه إلا الله سواء للفقير أو الغني، فلا ينظر أحد على فقير لا يجد قوت أولاده.
الحكومات لا تلتفت إلى هؤلاء الفقراء إلا عندما تستدين باسمهم أو تطلب منحا دوليا بحجة مكافحة فقرهم؛ فهي مشغولة بتأمين مناصب جديدة لوزراء الصدفة، هؤلاء الذين جاؤوا إلى كرسي الوزارة عن طريق المحسوبية والواسطة والعلاقات الشخصية، وفشلوا في عملهم، وعندما يخرجون من الوزارة تنشغل الحكومة بتأمين مناصب عليا لهم، وكأن هذا فرض عليها وعلى الأردنيين، ويزداد عبؤهم المالي على الناس، فيعين ذلك سفيرا، ويعين آخر رئيس مجلس إدارة أو مستشارا بأعلى الرواتب والامتيازات.
الفقر يا سادة ينهش بشرائح كبيرة وكثيرة في مجتمعنا، حتى وصل بالكثير من الناس أن يستدين الخبز من الأفران لأنه يعجز عن دفع ثمن كيلو واحد، وأكثر من ذلك، هناك عائلات لا تعرف إلا طعم الخبز والماء والتناوب على وجبات الأكل بين أفرادها. السؤال: ماذا تفعل وزارة التنمية التي يتناوب عليها وزراء معظمهم من المجتمع المخملي لا يحسون بأوجاع الفقراء وعوزهم؟ إنهم يكذبون علينا، ولم نعد نصدق أحدا في حديثه وتنظيره. انزلوا إلى الشارع، ادخلوا القرى والبوادي والمخيمات والمناطق التي تسمونها شعبية لتروا عمق الفجيعة في فقر الناس، أين تذهب المساعدات والديون والرسوم والضرائب المتنوعة؟ أليس هؤلاء الفقراء الأحق أن يصرف بعضها على فقرهم وإنقاذهم من أوجاعهم بدلا من أن يصرف الكثير منها على رواتب وزراء وسفراء فاشلين؟ أنا لا أفهم كيف تجرؤ حكومة على تعيين وزير فشل في مهمته، سفيرا أو مستشارا أو في أي منصب من المناصب العليا!! وقصة تعيين السفراء من خارج وزارة الخارجية قصة أخرى في ظلم كادر الوزارة الذي يعاني الأمرين من هذا التخبط واللامسوؤلية في تعيين سفراء من خارج كادر الوزارة لا يفقهون معنى العمل الدبلوماسي، ويؤخر ترفيع أبناء الوزارة أنفسهم.
أيها المنظرون علينا بأرقامكم ودراساتكم وتصريحاتكم، لم يعد هناك من يصدقكم، فأنتم تنظرون حتى الكذب.. ألم تقرؤوا قول العزيز الجليل: " قفوهم إنهم مسؤولون"؟ ألم تسمعوا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أهل عرصة وهم نيام وفيهم جائع"؟ وعشرات الأحاديث الشريفة التي رويت عنه صلى الله عليه وسلم تتوعد وتنذر من يسكت على فقر الناس وهو قادر.. فكم جائع بيننا يا رسول الله في ظل اللامسوؤلية التي تمارسها الحكومات؟ رحم الله أبا ذر الغفاري الذي قال: " عجبت لمن لا يجد قوت عشائه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه " وقول علي بن أبي طالب: " لو كان الفقر رجلا لقتلته".
كفوا عن الحديث إلينا عن خطط واستراتيجيات لمكافحة الفقر والبطالة، لأنكم تكذبون علينا.
بقلم: محمد حسن التل
لم يكن تاجر خردوات، ولم يكن يبحث عن علب البلاستيك لبيعها، بل كان هو وطفله أو حفيده يقف على إحدى حاويات القمامة، ويأكل بعض ما فيها من بقايا طعام ربما يكون قد فسد، ويطعم الطفل الذي بصحبته. وموقف آخر قبل يومين، رجل مسن أشعث أغبر قطعته سيارته المتهالكة أصلا من البنزين ومعه عائلته المتعبة، حمل زجاجة ماء فارغة ووقف حائرا بصمت وحزن بساحة إحدى محطات الوقود، منعته عزة نفسه من أن يطلب المساعدة إلى أن اقترب منه أحد الأشخاص وساعده بشراء القليل من البنزين حتى يستطيع أن يصل بعائلته إلى بيته الذي ربما تكون الكهرباء فيه مقطوعة لعدم تمكنه من دفع الفاتورة.
هاذان الموقفان يسقطان كل التنظيرات ويدينان أصحابها، تلك التنظيرات التي تصم بها الحكومات آذاننا كل يوم بحجة مكافحة الفقر الذي جثم على صدر شرائح كبيرة وكثيرة في مجتمعنا، يخرجون على وسائل الإعلام المختلفة ببدلاتهم الفاخرة وبابتساماتهم المصطنعة، يتحدثون عن استراتيجيات أصبح الأردنيون يدركون جيدا زيفها وكذبها، وأنها لا تساوي على الحقيقة ثمن الورق الذي كتبت عليه.
الفقر في كثير من الأحيان يؤدي إلى الكفر، والذين يتشدقون بعظمة صبر الفقير وأن أجره عند الله كبير يكذبون على الفقراء، كما يقول الإمام الغزالي بأن الذي يتحدث للفقير عن أجره ويوهمه بأن أجره عند الله عظيم يكذب عليه، فالفقير ينام جائعا هو وأولاده، أما ناصح الفقير ينام بكثرة ماله ورفاهيته، متخم من كثرة أنواع الطعام على مائدته. لقد أدان القرآن الكريم كل مجتمع يسكت على فقر الناس، والأجر في النهاية لا يعلمه إلا الله سواء للفقير أو الغني، فلا ينظر أحد على فقير لا يجد قوت أولاده.
الحكومات لا تلتفت إلى هؤلاء الفقراء إلا عندما تستدين باسمهم أو تطلب منحا دوليا بحجة مكافحة فقرهم؛ فهي مشغولة بتأمين مناصب جديدة لوزراء الصدفة، هؤلاء الذين جاؤوا إلى كرسي الوزارة عن طريق المحسوبية والواسطة والعلاقات الشخصية، وفشلوا في عملهم، وعندما يخرجون من الوزارة تنشغل الحكومة بتأمين مناصب عليا لهم، وكأن هذا فرض عليها وعلى الأردنيين، ويزداد عبؤهم المالي على الناس، فيعين ذلك سفيرا، ويعين آخر رئيس مجلس إدارة أو مستشارا بأعلى الرواتب والامتيازات.
الفقر يا سادة ينهش بشرائح كبيرة وكثيرة في مجتمعنا، حتى وصل بالكثير من الناس أن يستدين الخبز من الأفران لأنه يعجز عن دفع ثمن كيلو واحد، وأكثر من ذلك، هناك عائلات لا تعرف إلا طعم الخبز والماء والتناوب على وجبات الأكل بين أفرادها. السؤال: ماذا تفعل وزارة التنمية التي يتناوب عليها وزراء معظمهم من المجتمع المخملي لا يحسون بأوجاع الفقراء وعوزهم؟ إنهم يكذبون علينا، ولم نعد نصدق أحدا في حديثه وتنظيره. انزلوا إلى الشارع، ادخلوا القرى والبوادي والمخيمات والمناطق التي تسمونها شعبية لتروا عمق الفجيعة في فقر الناس، أين تذهب المساعدات والديون والرسوم والضرائب المتنوعة؟ أليس هؤلاء الفقراء الأحق أن يصرف بعضها على فقرهم وإنقاذهم من أوجاعهم بدلا من أن يصرف الكثير منها على رواتب وزراء وسفراء فاشلين؟ أنا لا أفهم كيف تجرؤ حكومة على تعيين وزير فشل في مهمته، سفيرا أو مستشارا أو في أي منصب من المناصب العليا!! وقصة تعيين السفراء من خارج وزارة الخارجية قصة أخرى في ظلم كادر الوزارة الذي يعاني الأمرين من هذا التخبط واللامسوؤلية في تعيين سفراء من خارج كادر الوزارة لا يفقهون معنى العمل الدبلوماسي، ويؤخر ترفيع أبناء الوزارة أنفسهم.
أيها المنظرون علينا بأرقامكم ودراساتكم وتصريحاتكم، لم يعد هناك من يصدقكم، فأنتم تنظرون حتى الكذب.. ألم تقرؤوا قول العزيز الجليل: " قفوهم إنهم مسؤولون"؟ ألم تسمعوا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أهل عرصة وهم نيام وفيهم جائع"؟ وعشرات الأحاديث الشريفة التي رويت عنه صلى الله عليه وسلم تتوعد وتنذر من يسكت على فقر الناس وهو قادر.. فكم جائع بيننا يا رسول الله في ظل اللامسوؤلية التي تمارسها الحكومات؟ رحم الله أبا ذر الغفاري الذي قال: " عجبت لمن لا يجد قوت عشائه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه " وقول علي بن أبي طالب: " لو كان الفقر رجلا لقتلته".
كفوا عن الحديث إلينا عن خطط واستراتيجيات لمكافحة الفقر والبطالة، لأنكم تكذبون علينا.
بقلم: محمد حسن التل
لم يكن تاجر خردوات، ولم يكن يبحث عن علب البلاستيك لبيعها، بل كان هو وطفله أو حفيده يقف على إحدى حاويات القمامة، ويأكل بعض ما فيها من بقايا طعام ربما يكون قد فسد، ويطعم الطفل الذي بصحبته. وموقف آخر قبل يومين، رجل مسن أشعث أغبر قطعته سيارته المتهالكة أصلا من البنزين ومعه عائلته المتعبة، حمل زجاجة ماء فارغة ووقف حائرا بصمت وحزن بساحة إحدى محطات الوقود، منعته عزة نفسه من أن يطلب المساعدة إلى أن اقترب منه أحد الأشخاص وساعده بشراء القليل من البنزين حتى يستطيع أن يصل بعائلته إلى بيته الذي ربما تكون الكهرباء فيه مقطوعة لعدم تمكنه من دفع الفاتورة.
هاذان الموقفان يسقطان كل التنظيرات ويدينان أصحابها، تلك التنظيرات التي تصم بها الحكومات آذاننا كل يوم بحجة مكافحة الفقر الذي جثم على صدر شرائح كبيرة وكثيرة في مجتمعنا، يخرجون على وسائل الإعلام المختلفة ببدلاتهم الفاخرة وبابتساماتهم المصطنعة، يتحدثون عن استراتيجيات أصبح الأردنيون يدركون جيدا زيفها وكذبها، وأنها لا تساوي على الحقيقة ثمن الورق الذي كتبت عليه.
الفقر في كثير من الأحيان يؤدي إلى الكفر، والذين يتشدقون بعظمة صبر الفقير وأن أجره عند الله كبير يكذبون على الفقراء، كما يقول الإمام الغزالي بأن الذي يتحدث للفقير عن أجره ويوهمه بأن أجره عند الله عظيم يكذب عليه، فالفقير ينام جائعا هو وأولاده، أما ناصح الفقير ينام بكثرة ماله ورفاهيته، متخم من كثرة أنواع الطعام على مائدته. لقد أدان القرآن الكريم كل مجتمع يسكت على فقر الناس، والأجر في النهاية لا يعلمه إلا الله سواء للفقير أو الغني، فلا ينظر أحد على فقير لا يجد قوت أولاده.
الحكومات لا تلتفت إلى هؤلاء الفقراء إلا عندما تستدين باسمهم أو تطلب منحا دوليا بحجة مكافحة فقرهم؛ فهي مشغولة بتأمين مناصب جديدة لوزراء الصدفة، هؤلاء الذين جاؤوا إلى كرسي الوزارة عن طريق المحسوبية والواسطة والعلاقات الشخصية، وفشلوا في عملهم، وعندما يخرجون من الوزارة تنشغل الحكومة بتأمين مناصب عليا لهم، وكأن هذا فرض عليها وعلى الأردنيين، ويزداد عبؤهم المالي على الناس، فيعين ذلك سفيرا، ويعين آخر رئيس مجلس إدارة أو مستشارا بأعلى الرواتب والامتيازات.
الفقر يا سادة ينهش بشرائح كبيرة وكثيرة في مجتمعنا، حتى وصل بالكثير من الناس أن يستدين الخبز من الأفران لأنه يعجز عن دفع ثمن كيلو واحد، وأكثر من ذلك، هناك عائلات لا تعرف إلا طعم الخبز والماء والتناوب على وجبات الأكل بين أفرادها. السؤال: ماذا تفعل وزارة التنمية التي يتناوب عليها وزراء معظمهم من المجتمع المخملي لا يحسون بأوجاع الفقراء وعوزهم؟ إنهم يكذبون علينا، ولم نعد نصدق أحدا في حديثه وتنظيره. انزلوا إلى الشارع، ادخلوا القرى والبوادي والمخيمات والمناطق التي تسمونها شعبية لتروا عمق الفجيعة في فقر الناس، أين تذهب المساعدات والديون والرسوم والضرائب المتنوعة؟ أليس هؤلاء الفقراء الأحق أن يصرف بعضها على فقرهم وإنقاذهم من أوجاعهم بدلا من أن يصرف الكثير منها على رواتب وزراء وسفراء فاشلين؟ أنا لا أفهم كيف تجرؤ حكومة على تعيين وزير فشل في مهمته، سفيرا أو مستشارا أو في أي منصب من المناصب العليا!! وقصة تعيين السفراء من خارج وزارة الخارجية قصة أخرى في ظلم كادر الوزارة الذي يعاني الأمرين من هذا التخبط واللامسوؤلية في تعيين سفراء من خارج كادر الوزارة لا يفقهون معنى العمل الدبلوماسي، ويؤخر ترفيع أبناء الوزارة أنفسهم.
أيها المنظرون علينا بأرقامكم ودراساتكم وتصريحاتكم، لم يعد هناك من يصدقكم، فأنتم تنظرون حتى الكذب.. ألم تقرؤوا قول العزيز الجليل: " قفوهم إنهم مسؤولون"؟ ألم تسمعوا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أهل عرصة وهم نيام وفيهم جائع"؟ وعشرات الأحاديث الشريفة التي رويت عنه صلى الله عليه وسلم تتوعد وتنذر من يسكت على فقر الناس وهو قادر.. فكم جائع بيننا يا رسول الله في ظل اللامسوؤلية التي تمارسها الحكومات؟ رحم الله أبا ذر الغفاري الذي قال: " عجبت لمن لا يجد قوت عشائه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه " وقول علي بن أبي طالب: " لو كان الفقر رجلا لقتلته".
كفوا عن الحديث إلينا عن خطط واستراتيجيات لمكافحة الفقر والبطالة، لأنكم تكذبون علينا.
التعليقات