.... ذات يوم أطلق نائب صرخة في البرلمان , ارتبطت بتاجر رخام في الأردن له نفوذ وسطوة على السياسة وأطلق عليه لقب : (البليط) ...التقط الشعب الاردني هذا اللقب مباشرة وطرح اسئلة مطولة حول : ( البليط) ومدى قوته ..واجتاحت قصته مواقع التواصل الاجتماعي .
أنا شخصيا زرت (البليط) كان يقودني شغف اكتشاف هذه الشخصية , ومعرفة حقيقة ماطرحه النائب في مداخلته , وتبين لي أنه شخص بسيط وطيب نوعا ما , وهو يعمل بالرخام والسيراميك لكنه في ذات الوقت يمتلك ماكنة علاقات مع كبار رجالات الدولة ...وحين كنت في مكتبه أحاوره وأحاول اكتشاف هذه الشخصية , كان سميح البطيخي على الهاتف يسانده ويشد من عضده , وكان هنالك أحد المحافظين في الداخلية ..ووزير متقاعد , ووزير عامل ..كل هؤلاء كانوا يساندون (البليط) ...لا أنسى أنه في لحظة أعطى الهاتف لمدير مكتبه , ولو استمر بالرد عليه لربما كان في القائمة أيضا أعيان ونواب ووجوه عشائر ..الخ .
كان السؤال الذي يقض مضجعي , لماذا حين أطلق نائب صرخة في البرلمان ..ضجت كل مفاصل المسؤولية لنجدة (البليط ), بالمقابل حين كتب ناهض حتر ذات يوم مقالا عن تعريف الأردني , ضجت الدولة كلها لنهش عضمه ....ولماذا ذات يوم حين كتبت على صفحتي في الفيس بوك تحليلا بسيطا عن مشهد (24) اذار ...اشتعل الفيس بوك كله لمحاكمتي ودخلت السجن ؟ دون أن أعرف كم سيطول هذا الإعتقال وكم سأدفع ثمنا ..لهذا البوست .
الأردن انتقل التحالف فيها من تحالف يقوم على الشخصية الوطنية والموقف والمباديء إلى تحالفات تقوم على الرخام والسيراميك , ..وشركات العقار والبنوك , والأخطر أن ماكنة المال يومها تحركت ..ونسبة كبيرة من المواقع الإخبارية , نشرت بيان (البليط) ..في إطار إعلان مدفوع الثمن , وتحركت ايضا ماكنات اجتماعية للوساطة بين البليط والنائب ...
تلك حقيقية يجب أن نقبلها في النهاية , وهي أن الأردن لم يعد ذاك الوطن التي تهتز أطرافه لأجل موقف سياسي , لم يعد ذاك القومي الذي كان طليعة الامة في الموقف والقتال ...تخيلوا أن قادة حماس يدخلون عمان دون إشارة رسمية أو حتى لقاء مجاملة رسمي , أو حتى مشاركة رسمية في جنازة (غوشه) ولو على مستوى محافظ العاصمة , بالمقابل تستفز الدولة كاملة لأن (البليط ) هوجم بالبرلمان ....
كل يوم واثناء ذهابي لتناول القهوة عند صديق , أمر من جانب مكاتب (البليط) ..وأنظر للرخام المعروض , وسيارات المسؤولين التي تحج إليه ...والوم أبي وقد علمني في لحظة أن الرجولة موقف وكرم وحياء ...علمني في لحظة أن المال مقتل الرجل , والكرم هو الماء الذي يرتوي به النخل ويصعد ...ولكن أبي أخطأ هو لم يقرأ الوطن بطريقة صحيحة ...وأنا لم أقرأ نفسي بطريقة أصح ...
شيء محزن ..مثل دمع في مأتم , أو مثل سكينك الذي يغرسونه بظهرك ...أو مثل فتاة انتظرت والدها في سويعات المساء كفرخ حمام , أن يأتي لها بالحب والشوكلاته ..وجاء وفتحت الباب وإذا باليتم ..هو المصير , هذا هو الأردن وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ....
زمان كانت أمي تشتري لي (الجاكيت) أكبر بنمرتين ...ومع ذلك كان يغطي كل أكتافي وجسدي ..كان يمنحني الدفء والراحة ..كان الأردن كذلك أكبر منا , ويلمنا جميعا ...الان كبرنا وصغر الوطن ..صغروه لدرجة أن أكتافك لم تعد تحتمله ..ضاق علينا كثيرا مثل رداء تخاف أن تتحرك به قليلا حتى لايتمزق ...
هذا زمن (البليط) ....باختصار هذا زمنه ..ونحن لم يعد لنا زمان أو مكان أو حضور .
الثقة نبوز – خاص
كتب عبدالهادي راجي المجالي
.... ذات يوم أطلق نائب صرخة في البرلمان , ارتبطت بتاجر رخام في الأردن له نفوذ وسطوة على السياسة وأطلق عليه لقب : (البليط) ...التقط الشعب الاردني هذا اللقب مباشرة وطرح اسئلة مطولة حول : ( البليط) ومدى قوته ..واجتاحت قصته مواقع التواصل الاجتماعي .
أنا شخصيا زرت (البليط) كان يقودني شغف اكتشاف هذه الشخصية , ومعرفة حقيقة ماطرحه النائب في مداخلته , وتبين لي أنه شخص بسيط وطيب نوعا ما , وهو يعمل بالرخام والسيراميك لكنه في ذات الوقت يمتلك ماكنة علاقات مع كبار رجالات الدولة ...وحين كنت في مكتبه أحاوره وأحاول اكتشاف هذه الشخصية , كان سميح البطيخي على الهاتف يسانده ويشد من عضده , وكان هنالك أحد المحافظين في الداخلية ..ووزير متقاعد , ووزير عامل ..كل هؤلاء كانوا يساندون (البليط) ...لا أنسى أنه في لحظة أعطى الهاتف لمدير مكتبه , ولو استمر بالرد عليه لربما كان في القائمة أيضا أعيان ونواب ووجوه عشائر ..الخ .
كان السؤال الذي يقض مضجعي , لماذا حين أطلق نائب صرخة في البرلمان ..ضجت كل مفاصل المسؤولية لنجدة (البليط ), بالمقابل حين كتب ناهض حتر ذات يوم مقالا عن تعريف الأردني , ضجت الدولة كلها لنهش عضمه ....ولماذا ذات يوم حين كتبت على صفحتي في الفيس بوك تحليلا بسيطا عن مشهد (24) اذار ...اشتعل الفيس بوك كله لمحاكمتي ودخلت السجن ؟ دون أن أعرف كم سيطول هذا الإعتقال وكم سأدفع ثمنا ..لهذا البوست .
الأردن انتقل التحالف فيها من تحالف يقوم على الشخصية الوطنية والموقف والمباديء إلى تحالفات تقوم على الرخام والسيراميك , ..وشركات العقار والبنوك , والأخطر أن ماكنة المال يومها تحركت ..ونسبة كبيرة من المواقع الإخبارية , نشرت بيان (البليط) ..في إطار إعلان مدفوع الثمن , وتحركت ايضا ماكنات اجتماعية للوساطة بين البليط والنائب ...
تلك حقيقية يجب أن نقبلها في النهاية , وهي أن الأردن لم يعد ذاك الوطن التي تهتز أطرافه لأجل موقف سياسي , لم يعد ذاك القومي الذي كان طليعة الامة في الموقف والقتال ...تخيلوا أن قادة حماس يدخلون عمان دون إشارة رسمية أو حتى لقاء مجاملة رسمي , أو حتى مشاركة رسمية في جنازة (غوشه) ولو على مستوى محافظ العاصمة , بالمقابل تستفز الدولة كاملة لأن (البليط ) هوجم بالبرلمان ....
كل يوم واثناء ذهابي لتناول القهوة عند صديق , أمر من جانب مكاتب (البليط) ..وأنظر للرخام المعروض , وسيارات المسؤولين التي تحج إليه ...والوم أبي وقد علمني في لحظة أن الرجولة موقف وكرم وحياء ...علمني في لحظة أن المال مقتل الرجل , والكرم هو الماء الذي يرتوي به النخل ويصعد ...ولكن أبي أخطأ هو لم يقرأ الوطن بطريقة صحيحة ...وأنا لم أقرأ نفسي بطريقة أصح ...
شيء محزن ..مثل دمع في مأتم , أو مثل سكينك الذي يغرسونه بظهرك ...أو مثل فتاة انتظرت والدها في سويعات المساء كفرخ حمام , أن يأتي لها بالحب والشوكلاته ..وجاء وفتحت الباب وإذا باليتم ..هو المصير , هذا هو الأردن وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ....
زمان كانت أمي تشتري لي (الجاكيت) أكبر بنمرتين ...ومع ذلك كان يغطي كل أكتافي وجسدي ..كان يمنحني الدفء والراحة ..كان الأردن كذلك أكبر منا , ويلمنا جميعا ...الان كبرنا وصغر الوطن ..صغروه لدرجة أن أكتافك لم تعد تحتمله ..ضاق علينا كثيرا مثل رداء تخاف أن تتحرك به قليلا حتى لايتمزق ...
هذا زمن (البليط) ....باختصار هذا زمنه ..ونحن لم يعد لنا زمان أو مكان أو حضور .
الثقة نبوز – خاص
كتب عبدالهادي راجي المجالي
.... ذات يوم أطلق نائب صرخة في البرلمان , ارتبطت بتاجر رخام في الأردن له نفوذ وسطوة على السياسة وأطلق عليه لقب : (البليط) ...التقط الشعب الاردني هذا اللقب مباشرة وطرح اسئلة مطولة حول : ( البليط) ومدى قوته ..واجتاحت قصته مواقع التواصل الاجتماعي .
أنا شخصيا زرت (البليط) كان يقودني شغف اكتشاف هذه الشخصية , ومعرفة حقيقة ماطرحه النائب في مداخلته , وتبين لي أنه شخص بسيط وطيب نوعا ما , وهو يعمل بالرخام والسيراميك لكنه في ذات الوقت يمتلك ماكنة علاقات مع كبار رجالات الدولة ...وحين كنت في مكتبه أحاوره وأحاول اكتشاف هذه الشخصية , كان سميح البطيخي على الهاتف يسانده ويشد من عضده , وكان هنالك أحد المحافظين في الداخلية ..ووزير متقاعد , ووزير عامل ..كل هؤلاء كانوا يساندون (البليط) ...لا أنسى أنه في لحظة أعطى الهاتف لمدير مكتبه , ولو استمر بالرد عليه لربما كان في القائمة أيضا أعيان ونواب ووجوه عشائر ..الخ .
كان السؤال الذي يقض مضجعي , لماذا حين أطلق نائب صرخة في البرلمان ..ضجت كل مفاصل المسؤولية لنجدة (البليط ), بالمقابل حين كتب ناهض حتر ذات يوم مقالا عن تعريف الأردني , ضجت الدولة كلها لنهش عضمه ....ولماذا ذات يوم حين كتبت على صفحتي في الفيس بوك تحليلا بسيطا عن مشهد (24) اذار ...اشتعل الفيس بوك كله لمحاكمتي ودخلت السجن ؟ دون أن أعرف كم سيطول هذا الإعتقال وكم سأدفع ثمنا ..لهذا البوست .
الأردن انتقل التحالف فيها من تحالف يقوم على الشخصية الوطنية والموقف والمباديء إلى تحالفات تقوم على الرخام والسيراميك , ..وشركات العقار والبنوك , والأخطر أن ماكنة المال يومها تحركت ..ونسبة كبيرة من المواقع الإخبارية , نشرت بيان (البليط) ..في إطار إعلان مدفوع الثمن , وتحركت ايضا ماكنات اجتماعية للوساطة بين البليط والنائب ...
تلك حقيقية يجب أن نقبلها في النهاية , وهي أن الأردن لم يعد ذاك الوطن التي تهتز أطرافه لأجل موقف سياسي , لم يعد ذاك القومي الذي كان طليعة الامة في الموقف والقتال ...تخيلوا أن قادة حماس يدخلون عمان دون إشارة رسمية أو حتى لقاء مجاملة رسمي , أو حتى مشاركة رسمية في جنازة (غوشه) ولو على مستوى محافظ العاصمة , بالمقابل تستفز الدولة كاملة لأن (البليط ) هوجم بالبرلمان ....
كل يوم واثناء ذهابي لتناول القهوة عند صديق , أمر من جانب مكاتب (البليط) ..وأنظر للرخام المعروض , وسيارات المسؤولين التي تحج إليه ...والوم أبي وقد علمني في لحظة أن الرجولة موقف وكرم وحياء ...علمني في لحظة أن المال مقتل الرجل , والكرم هو الماء الذي يرتوي به النخل ويصعد ...ولكن أبي أخطأ هو لم يقرأ الوطن بطريقة صحيحة ...وأنا لم أقرأ نفسي بطريقة أصح ...
شيء محزن ..مثل دمع في مأتم , أو مثل سكينك الذي يغرسونه بظهرك ...أو مثل فتاة انتظرت والدها في سويعات المساء كفرخ حمام , أن يأتي لها بالحب والشوكلاته ..وجاء وفتحت الباب وإذا باليتم ..هو المصير , هذا هو الأردن وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ....
زمان كانت أمي تشتري لي (الجاكيت) أكبر بنمرتين ...ومع ذلك كان يغطي كل أكتافي وجسدي ..كان يمنحني الدفء والراحة ..كان الأردن كذلك أكبر منا , ويلمنا جميعا ...الان كبرنا وصغر الوطن ..صغروه لدرجة أن أكتافك لم تعد تحتمله ..ضاق علينا كثيرا مثل رداء تخاف أن تتحرك به قليلا حتى لايتمزق ...
هذا زمن (البليط) ....باختصار هذا زمنه ..ونحن لم يعد لنا زمان أو مكان أو حضور .
التعليقات