يبدو رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، سياسياً فريداً من نوعه في العراق والعالم العربي، اذ شهدت بغداد في فترة رئاسته، تحركات عربية وإقليمية، تعيد للعراق موقعه الإقليمي الأساس، على مستوى القمم الثلاثية الأردنية العراقية المصرية، وقمة جوار العراق.
برغم ان قمة بغداد يوم امس جمعت الاضداد، من دول الجوار، في بغداد، الا انها كانت قمة مهمة، لاعتبارات كثيرة، تتجاوز بكثير الصراعات الداخلية في العراق، والتغول الإقليمي على هذا البلد، والاشكالات المرتبطة بحالة الاحتقان الداخلية، والفساد، وقرب موعد الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، وهي انتخابات اذا جرت في موعدها سوف ترسم خريطة العراق.
ما هو اكثر أهمية هنا، يرتبط بعدة نقاط، أولها ان العراق الذي تمكن من جمع كل هذه الأطراف، معا، جمع أولا ايران وخصومها، في موقع واحد، وثانيها ان العراق يسترد مكانته الإقليمية برغم ظروفه الداخلية الصعبة، وثالثها، ان القمة قد توطئ لتحسن علاقات بعض الدول العربية، مع تركيا، او ايران، ورابعها ان توقيت القمة يأتي حساسا للغاية، وله تأثيرات داخل العراق على المستوى المحلي، ويؤثر على تنافس اطراف كثيرة، وخامسها، ان ملف سورية، ما يزال معلقا، ولم تتمكن بغداد من دعوة السوريين، لاعتبارات مختلفة، وهذا الوضع قد يدفع باتجاه معالجة متأخرة للملف السوري، وسادسها، ان المنطقة العربية-الإقليمية يجب ان تعيد كل حساباتها التي باتت ثقيلة جدا، وتؤثر على استقرار المنطقة، وسابعها، ان ايران من جهتها امام فرصة للتفاهم مع المنطقة، والوصول أيضا مع الاتراك الى حدود حمراء لا يتم تخطيها في العالم العربي، اذا اريد ترتيب كل أوراق المنطقة بشكل طبيعي.
ما بعد قمة بغداد، او قمة جوار العراق، أهم أيضا، من ذات القمة، إذ إن القمة قد تكون فتحت بوابات للتهدئة في الإقليم، اذا قررت اطراف كثيرة في المنطقة، استثمارها من اجل البناء عليها لاحقا، وعدم الخروج منها بعد انتهاء اعمالها، وكأن شيئا لم يحدث في العراق.
أغلب دول الإقليم التي تتدخل في العالم العربي، تريد فرض مشاريع محددة، وهذا يعني أيضا أن على الدول الإقليمية إعادة النظر الى منطقتها بطريقة صحيحة، بدلا من محاولة التمدد، وبالتالي اضطرار دول عربية للرد على هذا التمدد، فلا أحد يريد الحرب، ولا الدخول في صراعات، في هذه المنطقة الحساسة جدا، والغنية بالثروات، والتي يتم تصدير الازمات اليها.
التساؤلات هنا، حول دور العراق، وإذا ما كان العراق قادرا لاحقا، على مواصلة هذه الدبلوماسية، خصوصا، ان العراق على المستوى الداخلي، يتأثر كثيرا، بعوامل إقليمية، وليس أدل على ذلك من أن هذه أول قمة في بغداد تأخذ هذا المسرب، أي قمة الجوار، أطراف عربية وإقليمية، ورؤساء دول غربيون حلوا ضيوفا، فهي رسالة من جانب آخر، تقول إن العراق يقر هنا، بتأثير كل جواره عليه، وهو لا يستطيع الانفكاك، من تأثيرات الجيران الإقليميين، برغم كل المحاولات العربية لاسترداده، على صعيد الخريطة العربية.
الذي يحلل المشهد جيدا، يكتشف ان كل المنطقة تحت مبدأ إعادة الفك والتركيب، من انسحاب الاميركيين من أفغانستان، وتأثير ذلك على امن المنطقة، لما في أفغانستان من مخاطر قابلة للتمدد الى باكستان وايران وتركيا، وبالتالي العالم العربي، وامام مشهد التواجد الأميركي في العراق، والانسحاب المفترض، نهاية هذا العام، بما سيعرض العراق الى جبهة مفتوحة من المشاريع العربية والإقليمية، ويؤشر أيضا على حاجة العراق الى مظلة عربية وإقليمية، للتخفيف من كلفة انسحاب الاميركيين منه، عبر كبح شهوات اطراف كثيرة، تريد التمدد اكثر داخل العراق، نهاية هذا العام، مع السيناريوهات المحتملة لرد اطراف كثيرة، خارج العراق، على هذه المحاولات، التي نراها في حسابات السياسيين المعقدة، والمعلنة أيضا.
تسجل لرئيس الحكومة العراقية الحالية، نقاط كثيرة في سجله السياسي، وكل ما يريده المراقبون ان تكون هذه القمة توطئة لترتيب أوراق الإقليم، وعدم حصر فوائدها فقط، في حسابات داخلية عراقية على مشارف الانتخابات، وهي حسابات مباحة، لكنها ليست كافية.
قلم: ماهر أبو طير
يبدو رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، سياسياً فريداً من نوعه في العراق والعالم العربي، اذ شهدت بغداد في فترة رئاسته، تحركات عربية وإقليمية، تعيد للعراق موقعه الإقليمي الأساس، على مستوى القمم الثلاثية الأردنية العراقية المصرية، وقمة جوار العراق.
برغم ان قمة بغداد يوم امس جمعت الاضداد، من دول الجوار، في بغداد، الا انها كانت قمة مهمة، لاعتبارات كثيرة، تتجاوز بكثير الصراعات الداخلية في العراق، والتغول الإقليمي على هذا البلد، والاشكالات المرتبطة بحالة الاحتقان الداخلية، والفساد، وقرب موعد الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، وهي انتخابات اذا جرت في موعدها سوف ترسم خريطة العراق.
ما هو اكثر أهمية هنا، يرتبط بعدة نقاط، أولها ان العراق الذي تمكن من جمع كل هذه الأطراف، معا، جمع أولا ايران وخصومها، في موقع واحد، وثانيها ان العراق يسترد مكانته الإقليمية برغم ظروفه الداخلية الصعبة، وثالثها، ان القمة قد توطئ لتحسن علاقات بعض الدول العربية، مع تركيا، او ايران، ورابعها ان توقيت القمة يأتي حساسا للغاية، وله تأثيرات داخل العراق على المستوى المحلي، ويؤثر على تنافس اطراف كثيرة، وخامسها، ان ملف سورية، ما يزال معلقا، ولم تتمكن بغداد من دعوة السوريين، لاعتبارات مختلفة، وهذا الوضع قد يدفع باتجاه معالجة متأخرة للملف السوري، وسادسها، ان المنطقة العربية-الإقليمية يجب ان تعيد كل حساباتها التي باتت ثقيلة جدا، وتؤثر على استقرار المنطقة، وسابعها، ان ايران من جهتها امام فرصة للتفاهم مع المنطقة، والوصول أيضا مع الاتراك الى حدود حمراء لا يتم تخطيها في العالم العربي، اذا اريد ترتيب كل أوراق المنطقة بشكل طبيعي.
ما بعد قمة بغداد، او قمة جوار العراق، أهم أيضا، من ذات القمة، إذ إن القمة قد تكون فتحت بوابات للتهدئة في الإقليم، اذا قررت اطراف كثيرة في المنطقة، استثمارها من اجل البناء عليها لاحقا، وعدم الخروج منها بعد انتهاء اعمالها، وكأن شيئا لم يحدث في العراق.
أغلب دول الإقليم التي تتدخل في العالم العربي، تريد فرض مشاريع محددة، وهذا يعني أيضا أن على الدول الإقليمية إعادة النظر الى منطقتها بطريقة صحيحة، بدلا من محاولة التمدد، وبالتالي اضطرار دول عربية للرد على هذا التمدد، فلا أحد يريد الحرب، ولا الدخول في صراعات، في هذه المنطقة الحساسة جدا، والغنية بالثروات، والتي يتم تصدير الازمات اليها.
التساؤلات هنا، حول دور العراق، وإذا ما كان العراق قادرا لاحقا، على مواصلة هذه الدبلوماسية، خصوصا، ان العراق على المستوى الداخلي، يتأثر كثيرا، بعوامل إقليمية، وليس أدل على ذلك من أن هذه أول قمة في بغداد تأخذ هذا المسرب، أي قمة الجوار، أطراف عربية وإقليمية، ورؤساء دول غربيون حلوا ضيوفا، فهي رسالة من جانب آخر، تقول إن العراق يقر هنا، بتأثير كل جواره عليه، وهو لا يستطيع الانفكاك، من تأثيرات الجيران الإقليميين، برغم كل المحاولات العربية لاسترداده، على صعيد الخريطة العربية.
الذي يحلل المشهد جيدا، يكتشف ان كل المنطقة تحت مبدأ إعادة الفك والتركيب، من انسحاب الاميركيين من أفغانستان، وتأثير ذلك على امن المنطقة، لما في أفغانستان من مخاطر قابلة للتمدد الى باكستان وايران وتركيا، وبالتالي العالم العربي، وامام مشهد التواجد الأميركي في العراق، والانسحاب المفترض، نهاية هذا العام، بما سيعرض العراق الى جبهة مفتوحة من المشاريع العربية والإقليمية، ويؤشر أيضا على حاجة العراق الى مظلة عربية وإقليمية، للتخفيف من كلفة انسحاب الاميركيين منه، عبر كبح شهوات اطراف كثيرة، تريد التمدد اكثر داخل العراق، نهاية هذا العام، مع السيناريوهات المحتملة لرد اطراف كثيرة، خارج العراق، على هذه المحاولات، التي نراها في حسابات السياسيين المعقدة، والمعلنة أيضا.
تسجل لرئيس الحكومة العراقية الحالية، نقاط كثيرة في سجله السياسي، وكل ما يريده المراقبون ان تكون هذه القمة توطئة لترتيب أوراق الإقليم، وعدم حصر فوائدها فقط، في حسابات داخلية عراقية على مشارف الانتخابات، وهي حسابات مباحة، لكنها ليست كافية.
قلم: ماهر أبو طير
يبدو رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، سياسياً فريداً من نوعه في العراق والعالم العربي، اذ شهدت بغداد في فترة رئاسته، تحركات عربية وإقليمية، تعيد للعراق موقعه الإقليمي الأساس، على مستوى القمم الثلاثية الأردنية العراقية المصرية، وقمة جوار العراق.
برغم ان قمة بغداد يوم امس جمعت الاضداد، من دول الجوار، في بغداد، الا انها كانت قمة مهمة، لاعتبارات كثيرة، تتجاوز بكثير الصراعات الداخلية في العراق، والتغول الإقليمي على هذا البلد، والاشكالات المرتبطة بحالة الاحتقان الداخلية، والفساد، وقرب موعد الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، وهي انتخابات اذا جرت في موعدها سوف ترسم خريطة العراق.
ما هو اكثر أهمية هنا، يرتبط بعدة نقاط، أولها ان العراق الذي تمكن من جمع كل هذه الأطراف، معا، جمع أولا ايران وخصومها، في موقع واحد، وثانيها ان العراق يسترد مكانته الإقليمية برغم ظروفه الداخلية الصعبة، وثالثها، ان القمة قد توطئ لتحسن علاقات بعض الدول العربية، مع تركيا، او ايران، ورابعها ان توقيت القمة يأتي حساسا للغاية، وله تأثيرات داخل العراق على المستوى المحلي، ويؤثر على تنافس اطراف كثيرة، وخامسها، ان ملف سورية، ما يزال معلقا، ولم تتمكن بغداد من دعوة السوريين، لاعتبارات مختلفة، وهذا الوضع قد يدفع باتجاه معالجة متأخرة للملف السوري، وسادسها، ان المنطقة العربية-الإقليمية يجب ان تعيد كل حساباتها التي باتت ثقيلة جدا، وتؤثر على استقرار المنطقة، وسابعها، ان ايران من جهتها امام فرصة للتفاهم مع المنطقة، والوصول أيضا مع الاتراك الى حدود حمراء لا يتم تخطيها في العالم العربي، اذا اريد ترتيب كل أوراق المنطقة بشكل طبيعي.
ما بعد قمة بغداد، او قمة جوار العراق، أهم أيضا، من ذات القمة، إذ إن القمة قد تكون فتحت بوابات للتهدئة في الإقليم، اذا قررت اطراف كثيرة في المنطقة، استثمارها من اجل البناء عليها لاحقا، وعدم الخروج منها بعد انتهاء اعمالها، وكأن شيئا لم يحدث في العراق.
أغلب دول الإقليم التي تتدخل في العالم العربي، تريد فرض مشاريع محددة، وهذا يعني أيضا أن على الدول الإقليمية إعادة النظر الى منطقتها بطريقة صحيحة، بدلا من محاولة التمدد، وبالتالي اضطرار دول عربية للرد على هذا التمدد، فلا أحد يريد الحرب، ولا الدخول في صراعات، في هذه المنطقة الحساسة جدا، والغنية بالثروات، والتي يتم تصدير الازمات اليها.
التساؤلات هنا، حول دور العراق، وإذا ما كان العراق قادرا لاحقا، على مواصلة هذه الدبلوماسية، خصوصا، ان العراق على المستوى الداخلي، يتأثر كثيرا، بعوامل إقليمية، وليس أدل على ذلك من أن هذه أول قمة في بغداد تأخذ هذا المسرب، أي قمة الجوار، أطراف عربية وإقليمية، ورؤساء دول غربيون حلوا ضيوفا، فهي رسالة من جانب آخر، تقول إن العراق يقر هنا، بتأثير كل جواره عليه، وهو لا يستطيع الانفكاك، من تأثيرات الجيران الإقليميين، برغم كل المحاولات العربية لاسترداده، على صعيد الخريطة العربية.
الذي يحلل المشهد جيدا، يكتشف ان كل المنطقة تحت مبدأ إعادة الفك والتركيب، من انسحاب الاميركيين من أفغانستان، وتأثير ذلك على امن المنطقة، لما في أفغانستان من مخاطر قابلة للتمدد الى باكستان وايران وتركيا، وبالتالي العالم العربي، وامام مشهد التواجد الأميركي في العراق، والانسحاب المفترض، نهاية هذا العام، بما سيعرض العراق الى جبهة مفتوحة من المشاريع العربية والإقليمية، ويؤشر أيضا على حاجة العراق الى مظلة عربية وإقليمية، للتخفيف من كلفة انسحاب الاميركيين منه، عبر كبح شهوات اطراف كثيرة، تريد التمدد اكثر داخل العراق، نهاية هذا العام، مع السيناريوهات المحتملة لرد اطراف كثيرة، خارج العراق، على هذه المحاولات، التي نراها في حسابات السياسيين المعقدة، والمعلنة أيضا.
تسجل لرئيس الحكومة العراقية الحالية، نقاط كثيرة في سجله السياسي، وكل ما يريده المراقبون ان تكون هذه القمة توطئة لترتيب أوراق الإقليم، وعدم حصر فوائدها فقط، في حسابات داخلية عراقية على مشارف الانتخابات، وهي حسابات مباحة، لكنها ليست كافية.
التعليقات