الثقة نيوز – خاص
لم تكن ظاهرة الانتحار تؤرق المجتمع الاردني كما هو الحال خلال السنوات الاخيرة التي اصبح فيه الانتحار ظاهرة مجتمعية منتشرة وبصورة فاقت الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا كالطلاق والمشاجرات في الجامعات والمدن والسطو والسرقة الى غيرها من الظواهرة التي تجذرت في المجتمع واصبح علاجها والقضاء عليها من المستحيلات .
لم يكن الانتحار منتشرا بين ابناء المجتمع بهذه الصورة القاسية والمريبة حيث سمعنا عن أب يقدم على حرق نفسه وأفراد عائلته بعدما أشعل النار بسيارته ، أم تقتل ثلاثة من أطفالها نتيجة إصابتها بأمراض نفسية ، سقوط شقيقتين من إحدى البنايات وآخرها الاسبوع الماضي شاب في الاربعين من العمر يحرق نفسه ويقفز من اعلى الجسور العشرة وسط العاصمة عمان .
حوادث الانتحار الكثيرة لا يمكن حصرها خلال السنوات الماضية لكن بشاعتها كبيرة لدرجة انك لا تستطيع ان تكمل مشاهدة مقاطعها المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي او حتى الصورة التي يتم التقاطها عقب الحادث ، لكنها بالفعل لا تغيب عن البال وتبقى عالقة بالعقل سنوات طويلة .
لماذا الانتحار ؟ لمذا يقبل الشباب ، الزوجات ، الاباء على الانتحار بهذه الصورة الشنيعة ؟هل نقص او قلة المال تدفع الانسان لقتل ابنه او زوجته؟ هل خسارة الوظيفة او عدم القدرة على الحصول عليها يدفعك لقتل نفسك وغيرها الكثير من الاسئلة التي تدور في اذهان الجميع ولا تجد الاجوبة .
حتى في المؤتمرات الصحفية او اللقاءات او ورشات العمل المتخصصة بعلاج قضايا المجتمع المختلفة يبقى ملف الانتحار معلقاً لا يجد الاجوبة المنطقية ، الجواب الوحيد الذي تسمعه من المختصين ان اسباب الانتحار تتعلق بالتفكك الأسري والإحباط والفشل والفقر والبطالة والاضطرابات والأمراض النفسية وتعاطي المخدرات.
احصائيات رسمية
ووفق إحصائيات رسمية سجلت الوفيات الناتجة عن حالات الانتحار خلال عام 2020 بالأردن ارتفاعا ملحوظا لتصل إلى 152 حالة بزيادة 33 حالة عن عام 2019، الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار إلى 119 حالة انتحار .
وتعد هذه الارقام أعلى معدلات انتحار في الأردن منذ خمسة أعوام، حيث شهد العام 2018 تسجيل 142 حالة انتحار، وفي العام 2017 شهد 130 حالة، و120 حالة في العام 2016، و113 حالة عام . 2015.
جرائم شنيعة وقاسية تسبق عملية الانتحار
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية حسين الخزاعي، قال في تصريحات خاصة ل الثقة نيوز أن أسباب الانتحار متنوعة وتتفاوت نسبتها، إذ أن من أسباب الانتحار أمراض نفسية، وخلافات عائلية، و إحباط وفشل وأسباب مالية، و غير معلنة من قبل الأهل لأن الانتحار محرج للعائلة في المجتمع الأردني.
وأضاف أن هناك ظواهر غريبة وافعال شنيعة لبعض ممن يقدمون على الانتحار، حيث يقوم قبل فعلته بقتل أقرب الناس إليه، محذراً من هذه الظاهرة والتي وقعت احداث منها مؤخراً كونها تشكل خطراً على اقرب الناس للمنتحر كالابناء الزوجة والام ...وغيرهم .
وفي سؤال ل الثقة نيوز حول الاسباب المباشرة لهذا الفعل قال الخزاعي انه يعود لاسباب كثيرة لعل منها اعتقاده انه يريحه من المعاناة التي قد يواجهها مستقبلا، وربما يكون الدافع الانتقام ، وقد يكون الهدف من ارتكاب جريمة قبل الانتحار هو إيصال رسالة قوية للمحيطين او الاقارب او الاهل .
واشار الى ان الرسالة الاساسية التي يرسلها المنتحر هي انه فاقد الثقة بالمجتمع والدولة على حد سواء وهو يقول في انتحاره (انكم لم تقوموا بحل المشاكل التي اعاني منها وارغب في تأمينها والحصول عليها) هذا من جهة ومن جهة اخرى هو يقدم رسالة قاسية وشديدة وكأنة يقدم رسالة اعتذار لكن من حزن عليه لكن الظروف القاهرة التي لم يساعده احد بها هي من دفعت لذلك وخاصة عندما يكون الانتحار لاسباب اقتصادية.
وأشار إلى أن “حل المشكلة لا يكون في الهروب منها بل في مواجهتها ولا يصح أن نربط زيادة حالات الانتحار بالفقر فقط وإنما التفكك الأسري في المجتمع، كما أن ازدياد حالات الطلاق بشكل ملفت في المجتمع الأردني من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى الانتحار.
مجموعة من المثيرات تتشكل لدى الانسان قبل الانتحار
من جهتها اعتبرت اخصائية علم الاسرة الدكتورة ناريمان عطية في حديثها ل الثقة نيوز ان الاسباب التي تقف وراء اقبال الشخص على الانتحار هي مجموعة من المثيرات تبدأ من ولادة الانسان وتعرضه الى تربية وتنشئة اجتماعية صعبة تنعكس على سلوكه في المجتمع بالتالي ممكن ان تؤدي الى امراض نفسية.
واضافت ان جزء من هذه المثيرات ناجمة من الافكار العقلية التي تؤدي بالشخص ان يكره نفسه ويكره الحياة ويختار الانتحار طريقاً لنهاية حياته ومنها التعرض الى تنشئة اجتماعية سيئة او سلبية ليس فيها امان نفسي وليس بها ترابط اسري ليس فيها تواصل مع اي شخص اخر او العيش بصورة منفردة وهذه الظروف تنشأ لاسباب عديدة .اما بسبب الطلاق او يمكن ان يكون معه مشكله احد الوالدين او بسبب موت احد الوالدين او موت الوالدين معاً .
واكدت عطية ان من اسباب الاخرى لتشكل المثيرات لدى الانسان هي تعرض الشخص لحالات من الابتزاز او التنمر او العنف او الادمان على المخدرات التي تشكل سبب رئيسي للاشخاص الذين يقبلون على الانتحار الامر الذي يتطلب توعية ومتابعة مستمرة في موضوع المخدرات وخاصة لدى الشباب والمراهقين بشكل خاص .
واوضحت ان استحدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وسائط الاتصال المختلفة يعتبر من الاسباب الرئيسة التي تؤدي الى الانتحار نتيجه عدم الوعي باستخدام تلك الالعاب التي تساهم في زيادة مشاكل التفكير و والاضطرابات النفسية لدى الاطفال الامر الذي يؤدي بالنهاية الى اقبالهم على الانتحار دون الشعور بخطورة ما يقومون به .
واكدت على ضرورة الاهتمام بفئة المراهقين وتوجيههم الى التربية الاجتماعية السليمة والتربية الاسلامية والدينية التي هي بالاساس تنمي لديهم شعور الخوف من الله وفهم تعاليم الاسلام التي تمنعهم من الاقبال على اي معاصي .
وقالت بالنسبة لدور الاسرة فانه الدور الرئيسي في تكوين شخصية الاطفال والشباب بحيث يمتلكوا الصحه النفسيه و يتعاملوا مع الحياة بدون اي مشاكل او اي شيء ممكن ان يؤثر عليه او يؤثر على الامان النفسي في حياته ، بحيث يصبح دور الاسرة في ابعاد المشاكل النفسية والصحة العقلية عن ابنائها .
واشارات الى ان ضرورة استخدام الطريقة والاسلوب الامثل مع ابنائهم من المراهقين بحيث نشعرهم اننا اقرب اليهم ونعاملهم كالاصدقاء وليس كالاهل المتسلطين نحاسبهم على الاخطاء فقط كل هذا يساعدهم على تكوين شخصية امنه تؤمن بلغة الحوار في حل كافة الاشكالات والصعوبات التي تواجههم كشباب ومراهقين .
الامراض النفسية ليست الاسباب التي تؤدي للانتحار
من جهته يرى اخصائي الطب النفسي الدكتور عبدالرحمن مزهر ان الاقبال على عملية الانتحار يكون كردة فعل على الاحباط او التنمر وتكون بنظر المنتحر المخرج الوحيد للخروج من الازمة ، حيث ان كثير من حالات الانتحار يكون ردة فعل على الازمات والكوارث المختلفة وصعوبات الحياة.
واشار في حديثة ل الثقة نيوز ان كثير من حوادث الانتحار يتم الايعاز فيها للامراض النفسية مع انه الامراض النفسية مظلومة في هذا الراي ، مشيراً الى ان الاسباب المسببة للانتحار ليست الامراض النفسية فقط بل يرافقها كثير من الاسباب الاخرى .
واكد ان حالات الانتحار لدينا وهي اعلى من الارقام التي تعلن في وسائل الاعلام كونه كثير من حالات الانتحار تسجل كوفيات بحادث عرضي مثل تنظيف السلاح او العبث في السلاح ، او اخذ دواء عن طريق الخطاء وبعض حوادث السير.
واشار الى ان السبب الرئيسي الذي يقف وراء عدم تسجيل كل حالات الانتحار في شهادة الوفاة بسبب الوصمة الاجتماعية التي تلاحق عائلة المنتحر ونظرة المجتمع لهم .
الثقة نيوز – خاص
لم تكن ظاهرة الانتحار تؤرق المجتمع الاردني كما هو الحال خلال السنوات الاخيرة التي اصبح فيه الانتحار ظاهرة مجتمعية منتشرة وبصورة فاقت الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا كالطلاق والمشاجرات في الجامعات والمدن والسطو والسرقة الى غيرها من الظواهرة التي تجذرت في المجتمع واصبح علاجها والقضاء عليها من المستحيلات .
لم يكن الانتحار منتشرا بين ابناء المجتمع بهذه الصورة القاسية والمريبة حيث سمعنا عن أب يقدم على حرق نفسه وأفراد عائلته بعدما أشعل النار بسيارته ، أم تقتل ثلاثة من أطفالها نتيجة إصابتها بأمراض نفسية ، سقوط شقيقتين من إحدى البنايات وآخرها الاسبوع الماضي شاب في الاربعين من العمر يحرق نفسه ويقفز من اعلى الجسور العشرة وسط العاصمة عمان .
حوادث الانتحار الكثيرة لا يمكن حصرها خلال السنوات الماضية لكن بشاعتها كبيرة لدرجة انك لا تستطيع ان تكمل مشاهدة مقاطعها المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي او حتى الصورة التي يتم التقاطها عقب الحادث ، لكنها بالفعل لا تغيب عن البال وتبقى عالقة بالعقل سنوات طويلة .
لماذا الانتحار ؟ لمذا يقبل الشباب ، الزوجات ، الاباء على الانتحار بهذه الصورة الشنيعة ؟هل نقص او قلة المال تدفع الانسان لقتل ابنه او زوجته؟ هل خسارة الوظيفة او عدم القدرة على الحصول عليها يدفعك لقتل نفسك وغيرها الكثير من الاسئلة التي تدور في اذهان الجميع ولا تجد الاجوبة .
حتى في المؤتمرات الصحفية او اللقاءات او ورشات العمل المتخصصة بعلاج قضايا المجتمع المختلفة يبقى ملف الانتحار معلقاً لا يجد الاجوبة المنطقية ، الجواب الوحيد الذي تسمعه من المختصين ان اسباب الانتحار تتعلق بالتفكك الأسري والإحباط والفشل والفقر والبطالة والاضطرابات والأمراض النفسية وتعاطي المخدرات.
احصائيات رسمية
ووفق إحصائيات رسمية سجلت الوفيات الناتجة عن حالات الانتحار خلال عام 2020 بالأردن ارتفاعا ملحوظا لتصل إلى 152 حالة بزيادة 33 حالة عن عام 2019، الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار إلى 119 حالة انتحار .
وتعد هذه الارقام أعلى معدلات انتحار في الأردن منذ خمسة أعوام، حيث شهد العام 2018 تسجيل 142 حالة انتحار، وفي العام 2017 شهد 130 حالة، و120 حالة في العام 2016، و113 حالة عام . 2015.
جرائم شنيعة وقاسية تسبق عملية الانتحار
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية حسين الخزاعي، قال في تصريحات خاصة ل الثقة نيوز أن أسباب الانتحار متنوعة وتتفاوت نسبتها، إذ أن من أسباب الانتحار أمراض نفسية، وخلافات عائلية، و إحباط وفشل وأسباب مالية، و غير معلنة من قبل الأهل لأن الانتحار محرج للعائلة في المجتمع الأردني.
وأضاف أن هناك ظواهر غريبة وافعال شنيعة لبعض ممن يقدمون على الانتحار، حيث يقوم قبل فعلته بقتل أقرب الناس إليه، محذراً من هذه الظاهرة والتي وقعت احداث منها مؤخراً كونها تشكل خطراً على اقرب الناس للمنتحر كالابناء الزوجة والام ...وغيرهم .
وفي سؤال ل الثقة نيوز حول الاسباب المباشرة لهذا الفعل قال الخزاعي انه يعود لاسباب كثيرة لعل منها اعتقاده انه يريحه من المعاناة التي قد يواجهها مستقبلا، وربما يكون الدافع الانتقام ، وقد يكون الهدف من ارتكاب جريمة قبل الانتحار هو إيصال رسالة قوية للمحيطين او الاقارب او الاهل .
واشار الى ان الرسالة الاساسية التي يرسلها المنتحر هي انه فاقد الثقة بالمجتمع والدولة على حد سواء وهو يقول في انتحاره (انكم لم تقوموا بحل المشاكل التي اعاني منها وارغب في تأمينها والحصول عليها) هذا من جهة ومن جهة اخرى هو يقدم رسالة قاسية وشديدة وكأنة يقدم رسالة اعتذار لكن من حزن عليه لكن الظروف القاهرة التي لم يساعده احد بها هي من دفعت لذلك وخاصة عندما يكون الانتحار لاسباب اقتصادية.
وأشار إلى أن “حل المشكلة لا يكون في الهروب منها بل في مواجهتها ولا يصح أن نربط زيادة حالات الانتحار بالفقر فقط وإنما التفكك الأسري في المجتمع، كما أن ازدياد حالات الطلاق بشكل ملفت في المجتمع الأردني من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى الانتحار.
مجموعة من المثيرات تتشكل لدى الانسان قبل الانتحار
من جهتها اعتبرت اخصائية علم الاسرة الدكتورة ناريمان عطية في حديثها ل الثقة نيوز ان الاسباب التي تقف وراء اقبال الشخص على الانتحار هي مجموعة من المثيرات تبدأ من ولادة الانسان وتعرضه الى تربية وتنشئة اجتماعية صعبة تنعكس على سلوكه في المجتمع بالتالي ممكن ان تؤدي الى امراض نفسية.
واضافت ان جزء من هذه المثيرات ناجمة من الافكار العقلية التي تؤدي بالشخص ان يكره نفسه ويكره الحياة ويختار الانتحار طريقاً لنهاية حياته ومنها التعرض الى تنشئة اجتماعية سيئة او سلبية ليس فيها امان نفسي وليس بها ترابط اسري ليس فيها تواصل مع اي شخص اخر او العيش بصورة منفردة وهذه الظروف تنشأ لاسباب عديدة .اما بسبب الطلاق او يمكن ان يكون معه مشكله احد الوالدين او بسبب موت احد الوالدين او موت الوالدين معاً .
واكدت عطية ان من اسباب الاخرى لتشكل المثيرات لدى الانسان هي تعرض الشخص لحالات من الابتزاز او التنمر او العنف او الادمان على المخدرات التي تشكل سبب رئيسي للاشخاص الذين يقبلون على الانتحار الامر الذي يتطلب توعية ومتابعة مستمرة في موضوع المخدرات وخاصة لدى الشباب والمراهقين بشكل خاص .
واوضحت ان استحدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وسائط الاتصال المختلفة يعتبر من الاسباب الرئيسة التي تؤدي الى الانتحار نتيجه عدم الوعي باستخدام تلك الالعاب التي تساهم في زيادة مشاكل التفكير و والاضطرابات النفسية لدى الاطفال الامر الذي يؤدي بالنهاية الى اقبالهم على الانتحار دون الشعور بخطورة ما يقومون به .
واكدت على ضرورة الاهتمام بفئة المراهقين وتوجيههم الى التربية الاجتماعية السليمة والتربية الاسلامية والدينية التي هي بالاساس تنمي لديهم شعور الخوف من الله وفهم تعاليم الاسلام التي تمنعهم من الاقبال على اي معاصي .
وقالت بالنسبة لدور الاسرة فانه الدور الرئيسي في تكوين شخصية الاطفال والشباب بحيث يمتلكوا الصحه النفسيه و يتعاملوا مع الحياة بدون اي مشاكل او اي شيء ممكن ان يؤثر عليه او يؤثر على الامان النفسي في حياته ، بحيث يصبح دور الاسرة في ابعاد المشاكل النفسية والصحة العقلية عن ابنائها .
واشارات الى ان ضرورة استخدام الطريقة والاسلوب الامثل مع ابنائهم من المراهقين بحيث نشعرهم اننا اقرب اليهم ونعاملهم كالاصدقاء وليس كالاهل المتسلطين نحاسبهم على الاخطاء فقط كل هذا يساعدهم على تكوين شخصية امنه تؤمن بلغة الحوار في حل كافة الاشكالات والصعوبات التي تواجههم كشباب ومراهقين .
الامراض النفسية ليست الاسباب التي تؤدي للانتحار
من جهته يرى اخصائي الطب النفسي الدكتور عبدالرحمن مزهر ان الاقبال على عملية الانتحار يكون كردة فعل على الاحباط او التنمر وتكون بنظر المنتحر المخرج الوحيد للخروج من الازمة ، حيث ان كثير من حالات الانتحار يكون ردة فعل على الازمات والكوارث المختلفة وصعوبات الحياة.
واشار في حديثة ل الثقة نيوز ان كثير من حوادث الانتحار يتم الايعاز فيها للامراض النفسية مع انه الامراض النفسية مظلومة في هذا الراي ، مشيراً الى ان الاسباب المسببة للانتحار ليست الامراض النفسية فقط بل يرافقها كثير من الاسباب الاخرى .
واكد ان حالات الانتحار لدينا وهي اعلى من الارقام التي تعلن في وسائل الاعلام كونه كثير من حالات الانتحار تسجل كوفيات بحادث عرضي مثل تنظيف السلاح او العبث في السلاح ، او اخذ دواء عن طريق الخطاء وبعض حوادث السير.
واشار الى ان السبب الرئيسي الذي يقف وراء عدم تسجيل كل حالات الانتحار في شهادة الوفاة بسبب الوصمة الاجتماعية التي تلاحق عائلة المنتحر ونظرة المجتمع لهم .
الثقة نيوز – خاص
لم تكن ظاهرة الانتحار تؤرق المجتمع الاردني كما هو الحال خلال السنوات الاخيرة التي اصبح فيه الانتحار ظاهرة مجتمعية منتشرة وبصورة فاقت الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا كالطلاق والمشاجرات في الجامعات والمدن والسطو والسرقة الى غيرها من الظواهرة التي تجذرت في المجتمع واصبح علاجها والقضاء عليها من المستحيلات .
لم يكن الانتحار منتشرا بين ابناء المجتمع بهذه الصورة القاسية والمريبة حيث سمعنا عن أب يقدم على حرق نفسه وأفراد عائلته بعدما أشعل النار بسيارته ، أم تقتل ثلاثة من أطفالها نتيجة إصابتها بأمراض نفسية ، سقوط شقيقتين من إحدى البنايات وآخرها الاسبوع الماضي شاب في الاربعين من العمر يحرق نفسه ويقفز من اعلى الجسور العشرة وسط العاصمة عمان .
حوادث الانتحار الكثيرة لا يمكن حصرها خلال السنوات الماضية لكن بشاعتها كبيرة لدرجة انك لا تستطيع ان تكمل مشاهدة مقاطعها المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي او حتى الصورة التي يتم التقاطها عقب الحادث ، لكنها بالفعل لا تغيب عن البال وتبقى عالقة بالعقل سنوات طويلة .
لماذا الانتحار ؟ لمذا يقبل الشباب ، الزوجات ، الاباء على الانتحار بهذه الصورة الشنيعة ؟هل نقص او قلة المال تدفع الانسان لقتل ابنه او زوجته؟ هل خسارة الوظيفة او عدم القدرة على الحصول عليها يدفعك لقتل نفسك وغيرها الكثير من الاسئلة التي تدور في اذهان الجميع ولا تجد الاجوبة .
حتى في المؤتمرات الصحفية او اللقاءات او ورشات العمل المتخصصة بعلاج قضايا المجتمع المختلفة يبقى ملف الانتحار معلقاً لا يجد الاجوبة المنطقية ، الجواب الوحيد الذي تسمعه من المختصين ان اسباب الانتحار تتعلق بالتفكك الأسري والإحباط والفشل والفقر والبطالة والاضطرابات والأمراض النفسية وتعاطي المخدرات.
احصائيات رسمية
ووفق إحصائيات رسمية سجلت الوفيات الناتجة عن حالات الانتحار خلال عام 2020 بالأردن ارتفاعا ملحوظا لتصل إلى 152 حالة بزيادة 33 حالة عن عام 2019، الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار إلى 119 حالة انتحار .
وتعد هذه الارقام أعلى معدلات انتحار في الأردن منذ خمسة أعوام، حيث شهد العام 2018 تسجيل 142 حالة انتحار، وفي العام 2017 شهد 130 حالة، و120 حالة في العام 2016، و113 حالة عام . 2015.
جرائم شنيعة وقاسية تسبق عملية الانتحار
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية حسين الخزاعي، قال في تصريحات خاصة ل الثقة نيوز أن أسباب الانتحار متنوعة وتتفاوت نسبتها، إذ أن من أسباب الانتحار أمراض نفسية، وخلافات عائلية، و إحباط وفشل وأسباب مالية، و غير معلنة من قبل الأهل لأن الانتحار محرج للعائلة في المجتمع الأردني.
وأضاف أن هناك ظواهر غريبة وافعال شنيعة لبعض ممن يقدمون على الانتحار، حيث يقوم قبل فعلته بقتل أقرب الناس إليه، محذراً من هذه الظاهرة والتي وقعت احداث منها مؤخراً كونها تشكل خطراً على اقرب الناس للمنتحر كالابناء الزوجة والام ...وغيرهم .
وفي سؤال ل الثقة نيوز حول الاسباب المباشرة لهذا الفعل قال الخزاعي انه يعود لاسباب كثيرة لعل منها اعتقاده انه يريحه من المعاناة التي قد يواجهها مستقبلا، وربما يكون الدافع الانتقام ، وقد يكون الهدف من ارتكاب جريمة قبل الانتحار هو إيصال رسالة قوية للمحيطين او الاقارب او الاهل .
واشار الى ان الرسالة الاساسية التي يرسلها المنتحر هي انه فاقد الثقة بالمجتمع والدولة على حد سواء وهو يقول في انتحاره (انكم لم تقوموا بحل المشاكل التي اعاني منها وارغب في تأمينها والحصول عليها) هذا من جهة ومن جهة اخرى هو يقدم رسالة قاسية وشديدة وكأنة يقدم رسالة اعتذار لكن من حزن عليه لكن الظروف القاهرة التي لم يساعده احد بها هي من دفعت لذلك وخاصة عندما يكون الانتحار لاسباب اقتصادية.
وأشار إلى أن “حل المشكلة لا يكون في الهروب منها بل في مواجهتها ولا يصح أن نربط زيادة حالات الانتحار بالفقر فقط وإنما التفكك الأسري في المجتمع، كما أن ازدياد حالات الطلاق بشكل ملفت في المجتمع الأردني من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى الانتحار.
مجموعة من المثيرات تتشكل لدى الانسان قبل الانتحار
من جهتها اعتبرت اخصائية علم الاسرة الدكتورة ناريمان عطية في حديثها ل الثقة نيوز ان الاسباب التي تقف وراء اقبال الشخص على الانتحار هي مجموعة من المثيرات تبدأ من ولادة الانسان وتعرضه الى تربية وتنشئة اجتماعية صعبة تنعكس على سلوكه في المجتمع بالتالي ممكن ان تؤدي الى امراض نفسية.
واضافت ان جزء من هذه المثيرات ناجمة من الافكار العقلية التي تؤدي بالشخص ان يكره نفسه ويكره الحياة ويختار الانتحار طريقاً لنهاية حياته ومنها التعرض الى تنشئة اجتماعية سيئة او سلبية ليس فيها امان نفسي وليس بها ترابط اسري ليس فيها تواصل مع اي شخص اخر او العيش بصورة منفردة وهذه الظروف تنشأ لاسباب عديدة .اما بسبب الطلاق او يمكن ان يكون معه مشكله احد الوالدين او بسبب موت احد الوالدين او موت الوالدين معاً .
واكدت عطية ان من اسباب الاخرى لتشكل المثيرات لدى الانسان هي تعرض الشخص لحالات من الابتزاز او التنمر او العنف او الادمان على المخدرات التي تشكل سبب رئيسي للاشخاص الذين يقبلون على الانتحار الامر الذي يتطلب توعية ومتابعة مستمرة في موضوع المخدرات وخاصة لدى الشباب والمراهقين بشكل خاص .
واوضحت ان استحدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وسائط الاتصال المختلفة يعتبر من الاسباب الرئيسة التي تؤدي الى الانتحار نتيجه عدم الوعي باستخدام تلك الالعاب التي تساهم في زيادة مشاكل التفكير و والاضطرابات النفسية لدى الاطفال الامر الذي يؤدي بالنهاية الى اقبالهم على الانتحار دون الشعور بخطورة ما يقومون به .
واكدت على ضرورة الاهتمام بفئة المراهقين وتوجيههم الى التربية الاجتماعية السليمة والتربية الاسلامية والدينية التي هي بالاساس تنمي لديهم شعور الخوف من الله وفهم تعاليم الاسلام التي تمنعهم من الاقبال على اي معاصي .
وقالت بالنسبة لدور الاسرة فانه الدور الرئيسي في تكوين شخصية الاطفال والشباب بحيث يمتلكوا الصحه النفسيه و يتعاملوا مع الحياة بدون اي مشاكل او اي شيء ممكن ان يؤثر عليه او يؤثر على الامان النفسي في حياته ، بحيث يصبح دور الاسرة في ابعاد المشاكل النفسية والصحة العقلية عن ابنائها .
واشارات الى ان ضرورة استخدام الطريقة والاسلوب الامثل مع ابنائهم من المراهقين بحيث نشعرهم اننا اقرب اليهم ونعاملهم كالاصدقاء وليس كالاهل المتسلطين نحاسبهم على الاخطاء فقط كل هذا يساعدهم على تكوين شخصية امنه تؤمن بلغة الحوار في حل كافة الاشكالات والصعوبات التي تواجههم كشباب ومراهقين .
الامراض النفسية ليست الاسباب التي تؤدي للانتحار
من جهته يرى اخصائي الطب النفسي الدكتور عبدالرحمن مزهر ان الاقبال على عملية الانتحار يكون كردة فعل على الاحباط او التنمر وتكون بنظر المنتحر المخرج الوحيد للخروج من الازمة ، حيث ان كثير من حالات الانتحار يكون ردة فعل على الازمات والكوارث المختلفة وصعوبات الحياة.
واشار في حديثة ل الثقة نيوز ان كثير من حوادث الانتحار يتم الايعاز فيها للامراض النفسية مع انه الامراض النفسية مظلومة في هذا الراي ، مشيراً الى ان الاسباب المسببة للانتحار ليست الامراض النفسية فقط بل يرافقها كثير من الاسباب الاخرى .
واكد ان حالات الانتحار لدينا وهي اعلى من الارقام التي تعلن في وسائل الاعلام كونه كثير من حالات الانتحار تسجل كوفيات بحادث عرضي مثل تنظيف السلاح او العبث في السلاح ، او اخذ دواء عن طريق الخطاء وبعض حوادث السير.
واشار الى ان السبب الرئيسي الذي يقف وراء عدم تسجيل كل حالات الانتحار في شهادة الوفاة بسبب الوصمة الاجتماعية التي تلاحق عائلة المنتحر ونظرة المجتمع لهم .
التعليقات
حالات الانتحار في الاردن .. رسالة بفقدان الثقة بالاسرة والمجتمع والدولة
التعليقات