قضايا كثيرة تؤرقنا اليوم، ومن بين هذه القضايا التي تؤلمنا في الصميم وتمس جوهر حقلنا التربوي قضية هجرة العقول، هذه القضية كانت وما زالت شغلنا الشاغل ولذا نريد أن نتناولها بكل صراحة وواقعية. وبهذا الصدد لقد آلينا على أنفسنا أن نقرع ناقوس الخطر من منبرنا الحرّ منبر الوردية، لعلها تكون صرخة مدوّية في أسماع الجميع، تلامس آذان الشرفاء وتشنّفُها، لوقف ما يعرف بهجرة العقول الشابة، إلى خارج أسوار الوطن، هذه الهجرة التي إذا استمرت ستؤدي إلى إفراغ الوطن من مخزونه الحقيقي الواعد. ونفضل ونحن نتحدث عن هذا الواقع أن نكون متشائمين صادقين نبحث عن حلول، بدلاً من أن نكون متفائلين غير واقعيين، واقفين مكتوفي الأيدي دون حراك، ونحن هنا لن نطرح الحلول، ولكنني سنشعل النيران في هشيم ( الأسئلة الحلّْ ).
نعم، إن هجرة الشباب لم تعد فقط مجرد معضلة، بل أصبحت خطراً داهماً يقضّ مضجع الوطن، ويكاد يؤثر بشكل جوهري في مستقبله وكيانه.
أجل، إنها هجرة هائلة للأدمغة الشبابية الأردنية، التي ترعرعت في الوطن وتخرجت في مدارسه وجامعاته، وبعد ذلك وضعت جميع ثمارها في سلّة الغرباء، ذهب عدد غفير منهم وظلت الأكثرية تنتظر على أبواب السفارات.
قال لي أحد الطلبة ذات يوم:" انتظرت ساعات طوال أمام السفارة ولأيام كثيرة، وما زلت مستعداً لأن أنتظر أكثر حتى أحصل على أوراق الهجرة وأترك البلد وأنسى كل شيء".
نعم الشباب يستصرخون ضمائر الجميع للإهتمام بوضعهم وترسيخ انتمائهم إلى أرضهم وشعبهم، حتى لا يفرغ الوطن منهم، وهم الغد المشرق الواعد، وقوة الوطن الضاغطة، ورصيده الضامن لمستقبله، على الرغم من كل الصعوبات وقلة الإمكانيات.
نحن في زمن المئوية، والمئوية بقاء في الفرح واللقاء. وغياب الشباب عن المئوية الثانية في الأردن هو ظلمة لأيامنا المستقبلية. أو ليس الشباب هم " عيد الوطن، وبغيابهم تغيب الأعياد وتضيق مساحات الوطن ؟!!"
أثر فيّ ما قاله لي تلميذ ذات لقاء: " سنزين الجدران بشهاداتنا، ونهاجر.." وقالت لي أيضاً تلميذة خريجة من العام الماضي: " هذه السنة لا تحمل لنا فرح التفوق والنجاح بمقدار الألم والحزن، لأننا سنعيشها دون رفاقنا الذين هاجروا للدراسة، ومن ثم العيش في أوطان الغربة والغرباء". إنها صرخة رجاء، إنها دعوة ملحة إلى كل من يهمه الأمر، دعوة إلى أصحاب الضمائر الحيّة؛ لوقف هذا النزيف وتأمين مجالات الدراسة والإبداع والإنتماء الذي يجذرهم في أرضهم ويشكل تراثهم.
طلبة الثانوية العامة يستصرخون ضمائر الجميع، فلنبحث عنهم في كل أرجاء الوطن ولنرعاهم، فربما لم يفت الأوان لنجدهم هنا في الداخل، حيث ولدوا وترعرعوا، قبل أن يهاجروا، فيصبح البحث عنهم في الخارج ضرباً من المستحيل. وهنا تحضرني هذه الأسطورة التي تقول: " كانت رابعة تفتش أمام خيمتها فسألها الجيران: عما تفتشين؟ فقالت: أضعت إبرتي. وبعد يوم كامل من التفتيش قال لها الجيران: أمتاكدة بأنك قد أضعتها هنا؟ فأجابت: كلا، لكنني أضعتها في داخل الخيمة، فقالوا: ولماذا تفتشين عنها هنا؟ فأجابت: لأن الخيمة مظلمة، وفي الخارج نور. فضحك الجميع منها ثم قالت لهم: وأنتم، ألا تفعلون هكذا؟ تفتشون في الخارج عما أضعتوه في الداخل؟!
الوطن لا يريد إلا خطة واعية وواعدة، لوقف هذا النزيف الحيوي، كلنا مسؤول، حكومات ومجتمعات، فلنعمل معاً من أجل غدنا، ليظل الوطن يسبح في محيط شبابي دائم.
وهنا لا يفوتنا تلك الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الشباب عندما قال :" نحن حريصون على تأمين المستقبل للشباب، وإن الهموم والمخاوف التي تراود بعضكم حول توفير فرص العمل وتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، هي على رأس أولوياتنا لأنها قاعدة أساسية في بناء الأردن الأنموذج. وأردف جلالته قائلاً وذلك لن يكون " إلا في سياق عملية متكاملة وشاملة وضمن أهداف مدروسة ".
لقد شبعنا من حضارة الورق والتكنولوجيا والأحجار المبعثرة في صحراء العالم وواحاته، إننا نطمح ونعمل من أجل حضارة الشباب والمئوية، التي فيها حوار حقيقي ولقاء إنساني في الصميم...
فلا حضارة دون إنسان كرامته فوق كل اعتبار، ولا وطن حقيقي إذا لم يترعرع أبناؤه في أحضانه. وهنا لا يفوتنا أن نتذكر المقولة الخالدة للملك الحسين طيب الله ثراه " الإنسان أغلى ما نملك".
وتبقى القضية الأساس بأن كل إنسان هو قضية مقدسة، منها يبدأ السلام لأردننا الحبيب ونعيش في حضارة السلام وفرح اللقاء مع الفكرة القائلة بأن " الشباب مخزون الوطن الواعد ومئويته المباركة"
ومن دون هذه الأفكار، نبقى أشباه عشائر تتناحر، وأوطان مقسمة، وهابيل يقتل قابيل، فلنترك وراءنا أحلامنا الزائفة لرفعة الوطن، لأنه قد لا يخلو من الأنانية والتسلط والعبثية، ولنقبل ما تحمله لنا رياح المئوية الجديدة، من تغيير جذري شامل لأن فيه الخير والسلام.
وإذا وجدنا أنفسنا اليوم قد تركنا أمكنتنا وأزمنتنا بعيداً عن الشباب وآمالهم، وطموحاتهم وهجرتهم، فلنعمل وبدءاً من اليوم بكل جدية ووعي واقتدار لكي لا نجد أيدينا فارغة في زمن المئوية الثانية، المكتظة بالعلم والعمل والنجاح والفلاح.
بقلم : الاخت دميانا بدر
قضايا كثيرة تؤرقنا اليوم، ومن بين هذه القضايا التي تؤلمنا في الصميم وتمس جوهر حقلنا التربوي قضية هجرة العقول، هذه القضية كانت وما زالت شغلنا الشاغل ولذا نريد أن نتناولها بكل صراحة وواقعية. وبهذا الصدد لقد آلينا على أنفسنا أن نقرع ناقوس الخطر من منبرنا الحرّ منبر الوردية، لعلها تكون صرخة مدوّية في أسماع الجميع، تلامس آذان الشرفاء وتشنّفُها، لوقف ما يعرف بهجرة العقول الشابة، إلى خارج أسوار الوطن، هذه الهجرة التي إذا استمرت ستؤدي إلى إفراغ الوطن من مخزونه الحقيقي الواعد. ونفضل ونحن نتحدث عن هذا الواقع أن نكون متشائمين صادقين نبحث عن حلول، بدلاً من أن نكون متفائلين غير واقعيين، واقفين مكتوفي الأيدي دون حراك، ونحن هنا لن نطرح الحلول، ولكنني سنشعل النيران في هشيم ( الأسئلة الحلّْ ).
نعم، إن هجرة الشباب لم تعد فقط مجرد معضلة، بل أصبحت خطراً داهماً يقضّ مضجع الوطن، ويكاد يؤثر بشكل جوهري في مستقبله وكيانه.
أجل، إنها هجرة هائلة للأدمغة الشبابية الأردنية، التي ترعرعت في الوطن وتخرجت في مدارسه وجامعاته، وبعد ذلك وضعت جميع ثمارها في سلّة الغرباء، ذهب عدد غفير منهم وظلت الأكثرية تنتظر على أبواب السفارات.
قال لي أحد الطلبة ذات يوم:" انتظرت ساعات طوال أمام السفارة ولأيام كثيرة، وما زلت مستعداً لأن أنتظر أكثر حتى أحصل على أوراق الهجرة وأترك البلد وأنسى كل شيء".
نعم الشباب يستصرخون ضمائر الجميع للإهتمام بوضعهم وترسيخ انتمائهم إلى أرضهم وشعبهم، حتى لا يفرغ الوطن منهم، وهم الغد المشرق الواعد، وقوة الوطن الضاغطة، ورصيده الضامن لمستقبله، على الرغم من كل الصعوبات وقلة الإمكانيات.
نحن في زمن المئوية، والمئوية بقاء في الفرح واللقاء. وغياب الشباب عن المئوية الثانية في الأردن هو ظلمة لأيامنا المستقبلية. أو ليس الشباب هم " عيد الوطن، وبغيابهم تغيب الأعياد وتضيق مساحات الوطن ؟!!"
أثر فيّ ما قاله لي تلميذ ذات لقاء: " سنزين الجدران بشهاداتنا، ونهاجر.." وقالت لي أيضاً تلميذة خريجة من العام الماضي: " هذه السنة لا تحمل لنا فرح التفوق والنجاح بمقدار الألم والحزن، لأننا سنعيشها دون رفاقنا الذين هاجروا للدراسة، ومن ثم العيش في أوطان الغربة والغرباء". إنها صرخة رجاء، إنها دعوة ملحة إلى كل من يهمه الأمر، دعوة إلى أصحاب الضمائر الحيّة؛ لوقف هذا النزيف وتأمين مجالات الدراسة والإبداع والإنتماء الذي يجذرهم في أرضهم ويشكل تراثهم.
طلبة الثانوية العامة يستصرخون ضمائر الجميع، فلنبحث عنهم في كل أرجاء الوطن ولنرعاهم، فربما لم يفت الأوان لنجدهم هنا في الداخل، حيث ولدوا وترعرعوا، قبل أن يهاجروا، فيصبح البحث عنهم في الخارج ضرباً من المستحيل. وهنا تحضرني هذه الأسطورة التي تقول: " كانت رابعة تفتش أمام خيمتها فسألها الجيران: عما تفتشين؟ فقالت: أضعت إبرتي. وبعد يوم كامل من التفتيش قال لها الجيران: أمتاكدة بأنك قد أضعتها هنا؟ فأجابت: كلا، لكنني أضعتها في داخل الخيمة، فقالوا: ولماذا تفتشين عنها هنا؟ فأجابت: لأن الخيمة مظلمة، وفي الخارج نور. فضحك الجميع منها ثم قالت لهم: وأنتم، ألا تفعلون هكذا؟ تفتشون في الخارج عما أضعتوه في الداخل؟!
الوطن لا يريد إلا خطة واعية وواعدة، لوقف هذا النزيف الحيوي، كلنا مسؤول، حكومات ومجتمعات، فلنعمل معاً من أجل غدنا، ليظل الوطن يسبح في محيط شبابي دائم.
وهنا لا يفوتنا تلك الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الشباب عندما قال :" نحن حريصون على تأمين المستقبل للشباب، وإن الهموم والمخاوف التي تراود بعضكم حول توفير فرص العمل وتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، هي على رأس أولوياتنا لأنها قاعدة أساسية في بناء الأردن الأنموذج. وأردف جلالته قائلاً وذلك لن يكون " إلا في سياق عملية متكاملة وشاملة وضمن أهداف مدروسة ".
لقد شبعنا من حضارة الورق والتكنولوجيا والأحجار المبعثرة في صحراء العالم وواحاته، إننا نطمح ونعمل من أجل حضارة الشباب والمئوية، التي فيها حوار حقيقي ولقاء إنساني في الصميم...
فلا حضارة دون إنسان كرامته فوق كل اعتبار، ولا وطن حقيقي إذا لم يترعرع أبناؤه في أحضانه. وهنا لا يفوتنا أن نتذكر المقولة الخالدة للملك الحسين طيب الله ثراه " الإنسان أغلى ما نملك".
وتبقى القضية الأساس بأن كل إنسان هو قضية مقدسة، منها يبدأ السلام لأردننا الحبيب ونعيش في حضارة السلام وفرح اللقاء مع الفكرة القائلة بأن " الشباب مخزون الوطن الواعد ومئويته المباركة"
ومن دون هذه الأفكار، نبقى أشباه عشائر تتناحر، وأوطان مقسمة، وهابيل يقتل قابيل، فلنترك وراءنا أحلامنا الزائفة لرفعة الوطن، لأنه قد لا يخلو من الأنانية والتسلط والعبثية، ولنقبل ما تحمله لنا رياح المئوية الجديدة، من تغيير جذري شامل لأن فيه الخير والسلام.
وإذا وجدنا أنفسنا اليوم قد تركنا أمكنتنا وأزمنتنا بعيداً عن الشباب وآمالهم، وطموحاتهم وهجرتهم، فلنعمل وبدءاً من اليوم بكل جدية ووعي واقتدار لكي لا نجد أيدينا فارغة في زمن المئوية الثانية، المكتظة بالعلم والعمل والنجاح والفلاح.
بقلم : الاخت دميانا بدر
قضايا كثيرة تؤرقنا اليوم، ومن بين هذه القضايا التي تؤلمنا في الصميم وتمس جوهر حقلنا التربوي قضية هجرة العقول، هذه القضية كانت وما زالت شغلنا الشاغل ولذا نريد أن نتناولها بكل صراحة وواقعية. وبهذا الصدد لقد آلينا على أنفسنا أن نقرع ناقوس الخطر من منبرنا الحرّ منبر الوردية، لعلها تكون صرخة مدوّية في أسماع الجميع، تلامس آذان الشرفاء وتشنّفُها، لوقف ما يعرف بهجرة العقول الشابة، إلى خارج أسوار الوطن، هذه الهجرة التي إذا استمرت ستؤدي إلى إفراغ الوطن من مخزونه الحقيقي الواعد. ونفضل ونحن نتحدث عن هذا الواقع أن نكون متشائمين صادقين نبحث عن حلول، بدلاً من أن نكون متفائلين غير واقعيين، واقفين مكتوفي الأيدي دون حراك، ونحن هنا لن نطرح الحلول، ولكنني سنشعل النيران في هشيم ( الأسئلة الحلّْ ).
نعم، إن هجرة الشباب لم تعد فقط مجرد معضلة، بل أصبحت خطراً داهماً يقضّ مضجع الوطن، ويكاد يؤثر بشكل جوهري في مستقبله وكيانه.
أجل، إنها هجرة هائلة للأدمغة الشبابية الأردنية، التي ترعرعت في الوطن وتخرجت في مدارسه وجامعاته، وبعد ذلك وضعت جميع ثمارها في سلّة الغرباء، ذهب عدد غفير منهم وظلت الأكثرية تنتظر على أبواب السفارات.
قال لي أحد الطلبة ذات يوم:" انتظرت ساعات طوال أمام السفارة ولأيام كثيرة، وما زلت مستعداً لأن أنتظر أكثر حتى أحصل على أوراق الهجرة وأترك البلد وأنسى كل شيء".
نعم الشباب يستصرخون ضمائر الجميع للإهتمام بوضعهم وترسيخ انتمائهم إلى أرضهم وشعبهم، حتى لا يفرغ الوطن منهم، وهم الغد المشرق الواعد، وقوة الوطن الضاغطة، ورصيده الضامن لمستقبله، على الرغم من كل الصعوبات وقلة الإمكانيات.
نحن في زمن المئوية، والمئوية بقاء في الفرح واللقاء. وغياب الشباب عن المئوية الثانية في الأردن هو ظلمة لأيامنا المستقبلية. أو ليس الشباب هم " عيد الوطن، وبغيابهم تغيب الأعياد وتضيق مساحات الوطن ؟!!"
أثر فيّ ما قاله لي تلميذ ذات لقاء: " سنزين الجدران بشهاداتنا، ونهاجر.." وقالت لي أيضاً تلميذة خريجة من العام الماضي: " هذه السنة لا تحمل لنا فرح التفوق والنجاح بمقدار الألم والحزن، لأننا سنعيشها دون رفاقنا الذين هاجروا للدراسة، ومن ثم العيش في أوطان الغربة والغرباء". إنها صرخة رجاء، إنها دعوة ملحة إلى كل من يهمه الأمر، دعوة إلى أصحاب الضمائر الحيّة؛ لوقف هذا النزيف وتأمين مجالات الدراسة والإبداع والإنتماء الذي يجذرهم في أرضهم ويشكل تراثهم.
طلبة الثانوية العامة يستصرخون ضمائر الجميع، فلنبحث عنهم في كل أرجاء الوطن ولنرعاهم، فربما لم يفت الأوان لنجدهم هنا في الداخل، حيث ولدوا وترعرعوا، قبل أن يهاجروا، فيصبح البحث عنهم في الخارج ضرباً من المستحيل. وهنا تحضرني هذه الأسطورة التي تقول: " كانت رابعة تفتش أمام خيمتها فسألها الجيران: عما تفتشين؟ فقالت: أضعت إبرتي. وبعد يوم كامل من التفتيش قال لها الجيران: أمتاكدة بأنك قد أضعتها هنا؟ فأجابت: كلا، لكنني أضعتها في داخل الخيمة، فقالوا: ولماذا تفتشين عنها هنا؟ فأجابت: لأن الخيمة مظلمة، وفي الخارج نور. فضحك الجميع منها ثم قالت لهم: وأنتم، ألا تفعلون هكذا؟ تفتشون في الخارج عما أضعتوه في الداخل؟!
الوطن لا يريد إلا خطة واعية وواعدة، لوقف هذا النزيف الحيوي، كلنا مسؤول، حكومات ومجتمعات، فلنعمل معاً من أجل غدنا، ليظل الوطن يسبح في محيط شبابي دائم.
وهنا لا يفوتنا تلك الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الشباب عندما قال :" نحن حريصون على تأمين المستقبل للشباب، وإن الهموم والمخاوف التي تراود بعضكم حول توفير فرص العمل وتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، هي على رأس أولوياتنا لأنها قاعدة أساسية في بناء الأردن الأنموذج. وأردف جلالته قائلاً وذلك لن يكون " إلا في سياق عملية متكاملة وشاملة وضمن أهداف مدروسة ".
لقد شبعنا من حضارة الورق والتكنولوجيا والأحجار المبعثرة في صحراء العالم وواحاته، إننا نطمح ونعمل من أجل حضارة الشباب والمئوية، التي فيها حوار حقيقي ولقاء إنساني في الصميم...
فلا حضارة دون إنسان كرامته فوق كل اعتبار، ولا وطن حقيقي إذا لم يترعرع أبناؤه في أحضانه. وهنا لا يفوتنا أن نتذكر المقولة الخالدة للملك الحسين طيب الله ثراه " الإنسان أغلى ما نملك".
وتبقى القضية الأساس بأن كل إنسان هو قضية مقدسة، منها يبدأ السلام لأردننا الحبيب ونعيش في حضارة السلام وفرح اللقاء مع الفكرة القائلة بأن " الشباب مخزون الوطن الواعد ومئويته المباركة"
ومن دون هذه الأفكار، نبقى أشباه عشائر تتناحر، وأوطان مقسمة، وهابيل يقتل قابيل، فلنترك وراءنا أحلامنا الزائفة لرفعة الوطن، لأنه قد لا يخلو من الأنانية والتسلط والعبثية، ولنقبل ما تحمله لنا رياح المئوية الجديدة، من تغيير جذري شامل لأن فيه الخير والسلام.
وإذا وجدنا أنفسنا اليوم قد تركنا أمكنتنا وأزمنتنا بعيداً عن الشباب وآمالهم، وطموحاتهم وهجرتهم، فلنعمل وبدءاً من اليوم بكل جدية ووعي واقتدار لكي لا نجد أيدينا فارغة في زمن المئوية الثانية، المكتظة بالعلم والعمل والنجاح والفلاح.
التعليقات
" طلبة الثانوية العامة ولعبة المصير " .. فعن أي مصيرٍ نتحدث اليوم!؟؟
التعليقات