عندما كان يجلس ابو عادل حكواتي المسلسل السوري الشهير باب الحارة كان يلتف حوله أغلب رجال الحارة كبيرهم وصغيرهم، حتى ان ابو غالب الذي لم يكن يلاقي قبولا من غالبية رجال وشباب الحارة كان يجلس ويستمع، ويتفاعل مع ابو عادل ويحرص على متابعة حكاياته.
غالبية شباب الحارة وخاصة اولئك الذين يمتلكون حمية كانت تخرج منهم كلمات تشجيع لا متناهية حتى ان بعضهم كان يتعاطف مع ابطال الحكاية ابو زيد الهلالي وبعضهم مع ذياب ابن غانم، وكانت تنتهي الحكاية بمجرد خروج المستمعين من قهوتهم، وعند الباب يذهب كل لهدفه، يتركون ما استمعوا اليه لليوم الثاني ويعيشون يومهم، وتبقى حكايات ابو عادل بالنسبة لهم مجرد حكايا يتسلون بها وقت حاجتهم لذلك.
لم يتغير حال ابو عادل، فهو مجرد حكواتي، يتسلون بما يقول وقت فراغهم وفي ليالي سمرهم، ولكنه ليس مؤثرا في الحارة، ولا يملك الحق في تقرير مصير اي امر من امورها، ولطالما وجد عطفا من قبل زعمائها، فكنا نراهم يتصدقون عليه ويدعمونه ببعض الاموال حتى يتمكن من القيام بأعباء حياته اليومية.
لم تختلف حكايا ابو عادل في باب الحارة عن حكايا بتنا نسمعها يوميا، حكايا اشبه بالأسطورية، ولكن أصحاب حكايا اليوم للأسف ليسوا بتواضع ابو عادل، فأبو عادل كان يعرف انه ينسج حكايا ليس لها اصل حقيقي، وبعض حكاياته كان يدخل فيها عنصر التشويق لمزيد من المتعة للحضور، وهو وأغلب الحضور يعرفون ان في تلك الحكايا تبهيرا متعمدا وتزويدا لضرورات التشويق، وحتى شباب الحارة رغم انفعالهم وتمتعهم بالحكايا، إلا أنهم كانوا يعرفون أن أغلب ما يأتي على لسان ابو عادل مجرد خيال وتشويق، وكانوا يستفيدون منها في رفع نسبة الحمية لديهم لا اكثر، ولكن أصحاب حكايا اليوم يقسمون أغلظ الايمان ان حكاياتهم جدية، رغم ان اغلب المتلقين يعرفون يقينا ان عنصر التبهير والاثارة والفانتازيا في تلك الحكايات كبير، وأنها اقرب لحكايا الجدات عن الغول والعنقاء وغيرها من اساطير ليس لها اي سند واقعي.
المؤسف ان بعضنا كان يصدق «حكاواتية» اليوم ويستمعون اليهم بشغف، وينتظرون حكاياهم الاسطورية وربما يتناقلونها بينهم دون ان يفكروا ان كان اولئك الذين يشبهون ابو عادل حكواتي باب الحارة يمتلكون حقا مفاتيح تؤهلهم لمعرفة ما يقولون ويدعون، ودون ملاحظة انهم ينسجون اوهاما وسيناريوهات وقصصا وحوارات غير واقعية يستحضرونها لزيادة نسب التشويق والمشاهدة.
الأدهى من كل ذاك ان البعض كان يعتقد ان اولئك الحكواتية يمتلكون رؤية سياسية وفكرا يمكن البناء عليه، دون ان ينتبهوا إلى ان الفكر سواء كان معارضا او مواليا يتوجب ان تدعمه رؤية وطنية واضحة، وبرنامج سياسي اجتماعي اقتصادي، ثقافي، سواء كان ذاك برنامجا معارضا او مواليا.
الحقيقة الثابتة التي غابت عن حاضرنا هذه الايام بفعل اولئك الحكاواتية الذين زيفوا الوعي المجتمعي وغرسوا في عقول البعض رؤى مشوشة، اولئك استطاعوا تغييب اي رؤية مختلفة، وسرقوا بفعل حكايا التشويق التي نسجوها والتي كانت اقرب الى الافلام الاميركية والهندية، حق الاستماع لرؤية وفكر برامجي وطني له بعد سياسي واقتصادي واجتماعي، وباتت برامج المعارضين المدعومة بحلول ورؤى لا تلاقي آذانا صاغية من قبل جمهور المستمعين بفعل عوامل التشويق والتبهير ورفع السقف الذي اتبعه أولئك اصحاب الحكايا التي لا تنضب.
اليوم، باتت الامور اوضح، وعلينا رؤية الامور بشكلها الحقيقي والتعامل مع كل الحكاواتية الذين نراهم يقفزون يوميا في فضائنا الالكتروني بنفس الطريقة التي كان يتم فيها التعامل مع حكايات ابو عادل في مسلسل باب الحارة،
فأبو عادل كان يحكي ويبهر ليترزق من حكاياته، وكان الجميع يرمون حكاياته عند باب مقهاهم ويخرجون.
جهاد المنسي
عندما كان يجلس ابو عادل حكواتي المسلسل السوري الشهير باب الحارة كان يلتف حوله أغلب رجال الحارة كبيرهم وصغيرهم، حتى ان ابو غالب الذي لم يكن يلاقي قبولا من غالبية رجال وشباب الحارة كان يجلس ويستمع، ويتفاعل مع ابو عادل ويحرص على متابعة حكاياته.
غالبية شباب الحارة وخاصة اولئك الذين يمتلكون حمية كانت تخرج منهم كلمات تشجيع لا متناهية حتى ان بعضهم كان يتعاطف مع ابطال الحكاية ابو زيد الهلالي وبعضهم مع ذياب ابن غانم، وكانت تنتهي الحكاية بمجرد خروج المستمعين من قهوتهم، وعند الباب يذهب كل لهدفه، يتركون ما استمعوا اليه لليوم الثاني ويعيشون يومهم، وتبقى حكايات ابو عادل بالنسبة لهم مجرد حكايا يتسلون بها وقت حاجتهم لذلك.
لم يتغير حال ابو عادل، فهو مجرد حكواتي، يتسلون بما يقول وقت فراغهم وفي ليالي سمرهم، ولكنه ليس مؤثرا في الحارة، ولا يملك الحق في تقرير مصير اي امر من امورها، ولطالما وجد عطفا من قبل زعمائها، فكنا نراهم يتصدقون عليه ويدعمونه ببعض الاموال حتى يتمكن من القيام بأعباء حياته اليومية.
لم تختلف حكايا ابو عادل في باب الحارة عن حكايا بتنا نسمعها يوميا، حكايا اشبه بالأسطورية، ولكن أصحاب حكايا اليوم للأسف ليسوا بتواضع ابو عادل، فأبو عادل كان يعرف انه ينسج حكايا ليس لها اصل حقيقي، وبعض حكاياته كان يدخل فيها عنصر التشويق لمزيد من المتعة للحضور، وهو وأغلب الحضور يعرفون ان في تلك الحكايا تبهيرا متعمدا وتزويدا لضرورات التشويق، وحتى شباب الحارة رغم انفعالهم وتمتعهم بالحكايا، إلا أنهم كانوا يعرفون أن أغلب ما يأتي على لسان ابو عادل مجرد خيال وتشويق، وكانوا يستفيدون منها في رفع نسبة الحمية لديهم لا اكثر، ولكن أصحاب حكايا اليوم يقسمون أغلظ الايمان ان حكاياتهم جدية، رغم ان اغلب المتلقين يعرفون يقينا ان عنصر التبهير والاثارة والفانتازيا في تلك الحكايات كبير، وأنها اقرب لحكايا الجدات عن الغول والعنقاء وغيرها من اساطير ليس لها اي سند واقعي.
المؤسف ان بعضنا كان يصدق «حكاواتية» اليوم ويستمعون اليهم بشغف، وينتظرون حكاياهم الاسطورية وربما يتناقلونها بينهم دون ان يفكروا ان كان اولئك الذين يشبهون ابو عادل حكواتي باب الحارة يمتلكون حقا مفاتيح تؤهلهم لمعرفة ما يقولون ويدعون، ودون ملاحظة انهم ينسجون اوهاما وسيناريوهات وقصصا وحوارات غير واقعية يستحضرونها لزيادة نسب التشويق والمشاهدة.
الأدهى من كل ذاك ان البعض كان يعتقد ان اولئك الحكواتية يمتلكون رؤية سياسية وفكرا يمكن البناء عليه، دون ان ينتبهوا إلى ان الفكر سواء كان معارضا او مواليا يتوجب ان تدعمه رؤية وطنية واضحة، وبرنامج سياسي اجتماعي اقتصادي، ثقافي، سواء كان ذاك برنامجا معارضا او مواليا.
الحقيقة الثابتة التي غابت عن حاضرنا هذه الايام بفعل اولئك الحكاواتية الذين زيفوا الوعي المجتمعي وغرسوا في عقول البعض رؤى مشوشة، اولئك استطاعوا تغييب اي رؤية مختلفة، وسرقوا بفعل حكايا التشويق التي نسجوها والتي كانت اقرب الى الافلام الاميركية والهندية، حق الاستماع لرؤية وفكر برامجي وطني له بعد سياسي واقتصادي واجتماعي، وباتت برامج المعارضين المدعومة بحلول ورؤى لا تلاقي آذانا صاغية من قبل جمهور المستمعين بفعل عوامل التشويق والتبهير ورفع السقف الذي اتبعه أولئك اصحاب الحكايا التي لا تنضب.
اليوم، باتت الامور اوضح، وعلينا رؤية الامور بشكلها الحقيقي والتعامل مع كل الحكاواتية الذين نراهم يقفزون يوميا في فضائنا الالكتروني بنفس الطريقة التي كان يتم فيها التعامل مع حكايات ابو عادل في مسلسل باب الحارة،
فأبو عادل كان يحكي ويبهر ليترزق من حكاياته، وكان الجميع يرمون حكاياته عند باب مقهاهم ويخرجون.
جهاد المنسي
عندما كان يجلس ابو عادل حكواتي المسلسل السوري الشهير باب الحارة كان يلتف حوله أغلب رجال الحارة كبيرهم وصغيرهم، حتى ان ابو غالب الذي لم يكن يلاقي قبولا من غالبية رجال وشباب الحارة كان يجلس ويستمع، ويتفاعل مع ابو عادل ويحرص على متابعة حكاياته.
غالبية شباب الحارة وخاصة اولئك الذين يمتلكون حمية كانت تخرج منهم كلمات تشجيع لا متناهية حتى ان بعضهم كان يتعاطف مع ابطال الحكاية ابو زيد الهلالي وبعضهم مع ذياب ابن غانم، وكانت تنتهي الحكاية بمجرد خروج المستمعين من قهوتهم، وعند الباب يذهب كل لهدفه، يتركون ما استمعوا اليه لليوم الثاني ويعيشون يومهم، وتبقى حكايات ابو عادل بالنسبة لهم مجرد حكايا يتسلون بها وقت حاجتهم لذلك.
لم يتغير حال ابو عادل، فهو مجرد حكواتي، يتسلون بما يقول وقت فراغهم وفي ليالي سمرهم، ولكنه ليس مؤثرا في الحارة، ولا يملك الحق في تقرير مصير اي امر من امورها، ولطالما وجد عطفا من قبل زعمائها، فكنا نراهم يتصدقون عليه ويدعمونه ببعض الاموال حتى يتمكن من القيام بأعباء حياته اليومية.
لم تختلف حكايا ابو عادل في باب الحارة عن حكايا بتنا نسمعها يوميا، حكايا اشبه بالأسطورية، ولكن أصحاب حكايا اليوم للأسف ليسوا بتواضع ابو عادل، فأبو عادل كان يعرف انه ينسج حكايا ليس لها اصل حقيقي، وبعض حكاياته كان يدخل فيها عنصر التشويق لمزيد من المتعة للحضور، وهو وأغلب الحضور يعرفون ان في تلك الحكايا تبهيرا متعمدا وتزويدا لضرورات التشويق، وحتى شباب الحارة رغم انفعالهم وتمتعهم بالحكايا، إلا أنهم كانوا يعرفون أن أغلب ما يأتي على لسان ابو عادل مجرد خيال وتشويق، وكانوا يستفيدون منها في رفع نسبة الحمية لديهم لا اكثر، ولكن أصحاب حكايا اليوم يقسمون أغلظ الايمان ان حكاياتهم جدية، رغم ان اغلب المتلقين يعرفون يقينا ان عنصر التبهير والاثارة والفانتازيا في تلك الحكايات كبير، وأنها اقرب لحكايا الجدات عن الغول والعنقاء وغيرها من اساطير ليس لها اي سند واقعي.
المؤسف ان بعضنا كان يصدق «حكاواتية» اليوم ويستمعون اليهم بشغف، وينتظرون حكاياهم الاسطورية وربما يتناقلونها بينهم دون ان يفكروا ان كان اولئك الذين يشبهون ابو عادل حكواتي باب الحارة يمتلكون حقا مفاتيح تؤهلهم لمعرفة ما يقولون ويدعون، ودون ملاحظة انهم ينسجون اوهاما وسيناريوهات وقصصا وحوارات غير واقعية يستحضرونها لزيادة نسب التشويق والمشاهدة.
الأدهى من كل ذاك ان البعض كان يعتقد ان اولئك الحكواتية يمتلكون رؤية سياسية وفكرا يمكن البناء عليه، دون ان ينتبهوا إلى ان الفكر سواء كان معارضا او مواليا يتوجب ان تدعمه رؤية وطنية واضحة، وبرنامج سياسي اجتماعي اقتصادي، ثقافي، سواء كان ذاك برنامجا معارضا او مواليا.
الحقيقة الثابتة التي غابت عن حاضرنا هذه الايام بفعل اولئك الحكاواتية الذين زيفوا الوعي المجتمعي وغرسوا في عقول البعض رؤى مشوشة، اولئك استطاعوا تغييب اي رؤية مختلفة، وسرقوا بفعل حكايا التشويق التي نسجوها والتي كانت اقرب الى الافلام الاميركية والهندية، حق الاستماع لرؤية وفكر برامجي وطني له بعد سياسي واقتصادي واجتماعي، وباتت برامج المعارضين المدعومة بحلول ورؤى لا تلاقي آذانا صاغية من قبل جمهور المستمعين بفعل عوامل التشويق والتبهير ورفع السقف الذي اتبعه أولئك اصحاب الحكايا التي لا تنضب.
اليوم، باتت الامور اوضح، وعلينا رؤية الامور بشكلها الحقيقي والتعامل مع كل الحكاواتية الذين نراهم يقفزون يوميا في فضائنا الالكتروني بنفس الطريقة التي كان يتم فيها التعامل مع حكايات ابو عادل في مسلسل باب الحارة،
فأبو عادل كان يحكي ويبهر ليترزق من حكاياته، وكان الجميع يرمون حكاياته عند باب مقهاهم ويخرجون.
التعليقات