لا شك أننا نقف مع جو التحفيز السائد في البلاد لإنجاز خطة الإصلاح التي تتعلق بمنظومة التشريعات السياسية. وبالتأكيد، الأردنيون يطمحون مع صاحب القرار للوصول إلى زمن الحكومات البرلمانية، وتداول الأحزاب على السلطة التنفيذية بطريقة ديمقراطية تقررها صناديق الاقتراع.
ولكن أيضا " وهنا لكن كبيرة " هل سينجح مشروع الإصلاح السياسي ويكون أبطاله الشباب الذين ملوا الوعود بأن يكون لهم الدور الأساسي في قيادة المستقبل وربما الحاضر، ولم يعودوا مهتمين بهذا أمام واقعهم الصعب الذي تلقي البطالة والفقر ظلالهما على حياتهم ويسألون من أولى لنا الآن؟ الوظيفة التي تؤمن لنا حياة كريمة بالحد الأدنى؟ أم أن نكون حزبيين نطمح للمشاركة في اتخاذ القرار على طريق طويل وهدف بعيد؟ والحقيقة، فإن الشاب الذي لا يجد وظيفة والذي ما زال رغم تجاوزه الخمسة والعشرين عاما يأخذ مصروفه من أبيه، رغم أن هذا الأب المسكين ربما يكون قد باع أو رهن كل ما يملك لتدريسه في الجامعة لتبادل الأدوار في المساندة بين الابن والأب، ولكن للأسف، الحلم ذهب مع رياح الوعود.
إن هذه البطالة السوداء حطت بثقلها على صدور الشباب ومستقبله وطالت، وبالتالي شلت جانبا كبيرا من تطور المجتمع واندفاع أبنائه نحو المشاركة السياسية، فعن أي مشاركة سياسية نتحدث في ظل إحباط عام في الفئة المستهدفة من هذا الإصلاح؟! خصوصا إذا اعتبرنا أن المجتمع الأردني مجتمع شباب بأكثره، وهو كذلك.
وقد أثبت ذلك العزوف الواضح عن صناديق الاقتراع في الدورات الانتخابية السابقة، وقد رأينا كم كانت نسبة المشاركة في تلك الانتخابات متدنية.
لنؤمن للناس عيشة كريمة، وفي مقدمتهم الشباب، ونخرجهم من ظلمة البطالة، ثم نتحدث عن كيفية تحفيزهم ليكونوا شركاء في القرار، وهم الذين يرون سني عمرهم تمضي وهم يلهثون وراء وظيفة أو دخل يؤمن حياتهم كما قلنا ولو بالحد الأدنى.
لذلك، يجب العمل بنية صادقة وعزم قوي عند الجميع، وفي مقدمتهم أصحاب القرار، لوضع خارطة طريق واقعية للإصلاح الاقتصادي الذي قطعا وبإرادة الله سيؤدي إلى الخروج من النفق المظلم إلى فسحة الأمل التي تدفع الجميع إلى المشاركة في مسيرة البناء والإصلاح. وكما قيل، لنؤمن للشباب حياة كريمة قبل أن نحدثهم بأنهم سيكونون قيادات المستقبل كي يصدقوا، فالمحتاج لا يفكر إلا بتأمين قوته، ولا يفكر بامتلاك بيت أو سيارة فارهة.
يجب العمل على جبهة واحدة من الجميع لبناء الأساس الفعلي لحياة الناس وعلى رأسهم الشباب، ثم نقول لهم تفضلوا إلى دفات القيادة، فالفقر والبطالة لا يلتقيان أبدا مع طموح أقوى من قدرات من يلهث وراء وظيفة حتى يؤمن مستقله القريب على الأقل.
فما بالك اليوم تحدث شابا قد تخرج من الجامعة منذ أكثر من عشرة أعوام وما زال يبحث عن دخل ولو محدود لتأمين حياته، بأنه يجب أن يلتحق بحزب ليكون في المستقبل قائدا أو نائبا، بالتأكيد سيشيح وجهه عنك.
الحياة الكريمة قبل أي شيء عند الفرد، هكذا خلق، وهكذا كُوِّن.
بقلم : محمد حسن التل
لا شك أننا نقف مع جو التحفيز السائد في البلاد لإنجاز خطة الإصلاح التي تتعلق بمنظومة التشريعات السياسية. وبالتأكيد، الأردنيون يطمحون مع صاحب القرار للوصول إلى زمن الحكومات البرلمانية، وتداول الأحزاب على السلطة التنفيذية بطريقة ديمقراطية تقررها صناديق الاقتراع.
ولكن أيضا " وهنا لكن كبيرة " هل سينجح مشروع الإصلاح السياسي ويكون أبطاله الشباب الذين ملوا الوعود بأن يكون لهم الدور الأساسي في قيادة المستقبل وربما الحاضر، ولم يعودوا مهتمين بهذا أمام واقعهم الصعب الذي تلقي البطالة والفقر ظلالهما على حياتهم ويسألون من أولى لنا الآن؟ الوظيفة التي تؤمن لنا حياة كريمة بالحد الأدنى؟ أم أن نكون حزبيين نطمح للمشاركة في اتخاذ القرار على طريق طويل وهدف بعيد؟ والحقيقة، فإن الشاب الذي لا يجد وظيفة والذي ما زال رغم تجاوزه الخمسة والعشرين عاما يأخذ مصروفه من أبيه، رغم أن هذا الأب المسكين ربما يكون قد باع أو رهن كل ما يملك لتدريسه في الجامعة لتبادل الأدوار في المساندة بين الابن والأب، ولكن للأسف، الحلم ذهب مع رياح الوعود.
إن هذه البطالة السوداء حطت بثقلها على صدور الشباب ومستقبله وطالت، وبالتالي شلت جانبا كبيرا من تطور المجتمع واندفاع أبنائه نحو المشاركة السياسية، فعن أي مشاركة سياسية نتحدث في ظل إحباط عام في الفئة المستهدفة من هذا الإصلاح؟! خصوصا إذا اعتبرنا أن المجتمع الأردني مجتمع شباب بأكثره، وهو كذلك.
وقد أثبت ذلك العزوف الواضح عن صناديق الاقتراع في الدورات الانتخابية السابقة، وقد رأينا كم كانت نسبة المشاركة في تلك الانتخابات متدنية.
لنؤمن للناس عيشة كريمة، وفي مقدمتهم الشباب، ونخرجهم من ظلمة البطالة، ثم نتحدث عن كيفية تحفيزهم ليكونوا شركاء في القرار، وهم الذين يرون سني عمرهم تمضي وهم يلهثون وراء وظيفة أو دخل يؤمن حياتهم كما قلنا ولو بالحد الأدنى.
لذلك، يجب العمل بنية صادقة وعزم قوي عند الجميع، وفي مقدمتهم أصحاب القرار، لوضع خارطة طريق واقعية للإصلاح الاقتصادي الذي قطعا وبإرادة الله سيؤدي إلى الخروج من النفق المظلم إلى فسحة الأمل التي تدفع الجميع إلى المشاركة في مسيرة البناء والإصلاح. وكما قيل، لنؤمن للشباب حياة كريمة قبل أن نحدثهم بأنهم سيكونون قيادات المستقبل كي يصدقوا، فالمحتاج لا يفكر إلا بتأمين قوته، ولا يفكر بامتلاك بيت أو سيارة فارهة.
يجب العمل على جبهة واحدة من الجميع لبناء الأساس الفعلي لحياة الناس وعلى رأسهم الشباب، ثم نقول لهم تفضلوا إلى دفات القيادة، فالفقر والبطالة لا يلتقيان أبدا مع طموح أقوى من قدرات من يلهث وراء وظيفة حتى يؤمن مستقله القريب على الأقل.
فما بالك اليوم تحدث شابا قد تخرج من الجامعة منذ أكثر من عشرة أعوام وما زال يبحث عن دخل ولو محدود لتأمين حياته، بأنه يجب أن يلتحق بحزب ليكون في المستقبل قائدا أو نائبا، بالتأكيد سيشيح وجهه عنك.
الحياة الكريمة قبل أي شيء عند الفرد، هكذا خلق، وهكذا كُوِّن.
بقلم : محمد حسن التل
لا شك أننا نقف مع جو التحفيز السائد في البلاد لإنجاز خطة الإصلاح التي تتعلق بمنظومة التشريعات السياسية. وبالتأكيد، الأردنيون يطمحون مع صاحب القرار للوصول إلى زمن الحكومات البرلمانية، وتداول الأحزاب على السلطة التنفيذية بطريقة ديمقراطية تقررها صناديق الاقتراع.
ولكن أيضا " وهنا لكن كبيرة " هل سينجح مشروع الإصلاح السياسي ويكون أبطاله الشباب الذين ملوا الوعود بأن يكون لهم الدور الأساسي في قيادة المستقبل وربما الحاضر، ولم يعودوا مهتمين بهذا أمام واقعهم الصعب الذي تلقي البطالة والفقر ظلالهما على حياتهم ويسألون من أولى لنا الآن؟ الوظيفة التي تؤمن لنا حياة كريمة بالحد الأدنى؟ أم أن نكون حزبيين نطمح للمشاركة في اتخاذ القرار على طريق طويل وهدف بعيد؟ والحقيقة، فإن الشاب الذي لا يجد وظيفة والذي ما زال رغم تجاوزه الخمسة والعشرين عاما يأخذ مصروفه من أبيه، رغم أن هذا الأب المسكين ربما يكون قد باع أو رهن كل ما يملك لتدريسه في الجامعة لتبادل الأدوار في المساندة بين الابن والأب، ولكن للأسف، الحلم ذهب مع رياح الوعود.
إن هذه البطالة السوداء حطت بثقلها على صدور الشباب ومستقبله وطالت، وبالتالي شلت جانبا كبيرا من تطور المجتمع واندفاع أبنائه نحو المشاركة السياسية، فعن أي مشاركة سياسية نتحدث في ظل إحباط عام في الفئة المستهدفة من هذا الإصلاح؟! خصوصا إذا اعتبرنا أن المجتمع الأردني مجتمع شباب بأكثره، وهو كذلك.
وقد أثبت ذلك العزوف الواضح عن صناديق الاقتراع في الدورات الانتخابية السابقة، وقد رأينا كم كانت نسبة المشاركة في تلك الانتخابات متدنية.
لنؤمن للناس عيشة كريمة، وفي مقدمتهم الشباب، ونخرجهم من ظلمة البطالة، ثم نتحدث عن كيفية تحفيزهم ليكونوا شركاء في القرار، وهم الذين يرون سني عمرهم تمضي وهم يلهثون وراء وظيفة أو دخل يؤمن حياتهم كما قلنا ولو بالحد الأدنى.
لذلك، يجب العمل بنية صادقة وعزم قوي عند الجميع، وفي مقدمتهم أصحاب القرار، لوضع خارطة طريق واقعية للإصلاح الاقتصادي الذي قطعا وبإرادة الله سيؤدي إلى الخروج من النفق المظلم إلى فسحة الأمل التي تدفع الجميع إلى المشاركة في مسيرة البناء والإصلاح. وكما قيل، لنؤمن للشباب حياة كريمة قبل أن نحدثهم بأنهم سيكونون قيادات المستقبل كي يصدقوا، فالمحتاج لا يفكر إلا بتأمين قوته، ولا يفكر بامتلاك بيت أو سيارة فارهة.
يجب العمل على جبهة واحدة من الجميع لبناء الأساس الفعلي لحياة الناس وعلى رأسهم الشباب، ثم نقول لهم تفضلوا إلى دفات القيادة، فالفقر والبطالة لا يلتقيان أبدا مع طموح أقوى من قدرات من يلهث وراء وظيفة حتى يؤمن مستقله القريب على الأقل.
فما بالك اليوم تحدث شابا قد تخرج من الجامعة منذ أكثر من عشرة أعوام وما زال يبحث عن دخل ولو محدود لتأمين حياته، بأنه يجب أن يلتحق بحزب ليكون في المستقبل قائدا أو نائبا، بالتأكيد سيشيح وجهه عنك.
الحياة الكريمة قبل أي شيء عند الفرد، هكذا خلق، وهكذا كُوِّن.
التعليقات