بالهدم والتهجير .. عائلات سلوان الفلسطينية تنتظر المجهول
الثقة نيوز - أول ما يلفت الانتباه في بلدة سلوان بالقدس المحتلة هو الأعلام الإسرائيلية الكثيرة المثبتة على أبنية وسط المنازل الفلسطينية المكتظة بالسكان.
ترمز الأعلام الإسرائيلية إلى عقارات تمكّن مستوطنون خلال السنوات الماضية من وضع أيديهم عليها بالقوة، في البلدة الواقعة جنوب المسجد الأقصى.
ولكن بالنسبة إلى سكان سلوان، فإن الاستيلاء على هذه المنازل هو جزء من مخطط أوسع للسيطرة على البلدة بأكملها.
لكل حي في البلدة مأساته، إذ يواجه السكان في حي البستان مخططا لهدم أكثر من 100 منزل، فيما يواجه سكان بطن الهوى مخططا آخر لتهجير 86 عائلة. ويتكرر المشهد في عين الحلوة ووادي ياصول.
يقول جواد صيام، مدير مركز وادي حلوة (غير حكومي)، لـ “الأناضول”: “يبلغ عدد سكان حي وادي حلوة حوالي 5 آلاف نسمة، فيما يزيد عدد سكان حي البستان عن 1200، وحي بطن الهوى 700، وحي وادي الربابة 350 وحي وادي ياصول 600 نسمة، وجميعهم مستهدفون”.
ويضيف: “بالإجمال، نحن نتحدث عن حوالي 8000 شخص مهددين بالترحيل بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال إزالة منازلهم أو مشاريع استيطانية”.
** جمعيات استيطانية ناشطة ومدعومة يهودياً
من على سطح منزل صيام، يمكن رؤية أعلام إسرائيلية على أسطح منازل تحيط به من جهاته الأربع.
في الزقاق المؤدي إلى منزل صياح في حي وادي حلوة، كان مستوطنون إسرائيليون يتنقلون على أرجلهم إلى منازل عربية التصميم، ولكن يقطنها مستوطنون.
ويقدر صيام بأن أكثر من 400 مستوطن يقيمون في نحو 80 منزلا استولى عليها مستوطنون، في السنوات الأخيرة، بطرق مختلفة.
وتنشط جمعيتا “العاد” و”عطيرات كوهانيم” الاستيطانيتان منذ سنوات طويلة في الاستيلاء على منازل بالبلدة.
ويقول صيام إن الجمعيتين تحصلان على تبرعات بملايين الدولارات من شركات إسرائيلية وداعمين يهود حول العالم، إضافة إلى دعم الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها.
ويردف: “ملايين الدولارات تضخ سنويا إلى هذه المنطقة من أجل تهويدها”.
ويتابع: “الأعلام الإسرائيلية هي فقاعات للجماعات الاستيطانية من أجل إرسال رسالة بأن هذه المنطقة يهودية”.
** مخطط تهجيري قديم
غير أن المشكلة لا تكمن في الأعلام فقط، إذ ثمة وسائل أخرى تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في الحياة اليومية، لتهجير سكان الحي الأصليين، مثل “إغلاق بعض الطرق، والملاحقات الأمنية، وفرض ضرائب باهظة”، وفق صيام الذي يشير إلى أنه “حتى البنايات التي أنشأت قبل عام 1967، تعتبرها السلطات الإسرائيلية غير شرعية”.
وغالبا ما تسبب التغلغل الاستيطاني الإسرائيلي في سلوان بتفجير مواجهات شبه يومية بين السكان الفلسطينيين من جهة، والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
ولكن سكان البلدة يحذرون من انفجار أكبر في حال تنفيذ السلطات الإسرائيلية مشروعين استيطانيين كبيرين على حساب السكان وممتلكاتهم.
فقد أنذرت البلدية الإسرائيلية بالقدس بهدم أكثر من 100 منزل في حي البستان، فيما أعطت محكمة إسرائيلية الضوء الأخضر لإخلاء 86 عائلة من منازلها في حي بطن الهوى.
وأرجأت المحكمة المركزية الإسرائيلية مؤخرا قرارا بشأن إخلاء عائلة الرجبي من منزلها في حي بطن الهوى حتى نهاية العام الجاري.
ولكن المحكمة ذاتها أرجأت قرارها بشأن عائلات أخرى في الحي ذاته حتى شهر أغسطس/ آب المقبل.
** “تهويد” متعمّد للمنطقة
ويخشى السكان من طردهم من المنازل التي يقيمون فيها منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
ويخشى ناصر الرجبي، أحد سكان بطن الهوى، في حديث11111 لـ “الأناضول”، من احتمال إصدار المحكمة الإسرائيلية قراراً بإخراجه وعائلته من المنزل، واصفاً القرار – في حال صدوره – بأنه “مدمّر”.
ويقول: “نحن لن نخرج. هؤلاء يتعاملون معنا بعنصرية، فما يتحدثون عنه هو مجرّد ادعاءات بأن هذه الأرض التي تقوم عليها المنازل كانت لهم قبل عقود، ويريدون إخراجنا منها بالقوة”.
ويوضح الرجبي أن “المستوطنين يستقوون علينا بالمحاكم الإسرائيلية، وهي محاكم عنصرية وغير عادلة أصلاً”، معتبراً أن ما يجري هو “عملية تهجير علنية لحوالي 86 عائلة تضم 800 شخص من حي بطن الهوى”.
ويشير إلى أن المصير ذاته يواجهه 1500 شخص في حي البستان، و600 شخص في حي وادي ياصول.
ويقول إن الأمر “يؤثر علينا وعلى أطفالنا كثيرا، نفسياً ومعنوياً، فيما يتمتع المستوطنون بحراسة أمنية دائمة من الشرطة الإسرائيلية”.
ونصب سكان حيي بطن الهوى والبستان خيمة احتجاج ضد قرارات الهدم والتهجير.
وينشط السكان عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالدعوة إلى وقف عملية التهجير والهدم.
ويتوقع صيام أن تبدأ عمليات الهدم والتهجير في حال ضعف هذا النشاط الذي يلفت اهتماما محليا ودوليا.
ويقول: “عندما تشعر السلطات الإسرائيلية بأن هناك ضعفا من السكان، فإنها ستعمد إلى الهدم، بعدما أرجأت ذلك بسبب الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية الواسعة ضد الأمر”.
وتبرّر البلدية الإسرائيلية في القدس نيتها هدم المنازل التي يقيم فيها الفلسطينيون منذ عقود في حي البستان، بأنها تنوي تحويل المنطقة الى حديقة.
ويرى السكان أن ما يجري في سلوان هو جزء من مخطط إسرائيلي يستهدف المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى.
ويقول فخري أبو دياب، عضو لجنة الدفاع عن سلوان، لـ “الأناضول”: “هناك مخطط لتغيير هوية هذه المنطقة، تاريخياً وديموغرافياً، وذلك من خلال تغيير التركيبة السكانية عبر تقليل عدد السكان وطردهم ومنع السكان الأصليين من البناء لدفعهم إلى الرحيل نهائياً من الحي”.
ويشير إلى أن “السلطات الإسرائيلية تضع المستوطنين في الواجهة، بغية تخفيف الضغط الدولي عليها”.
ويردف: “أظن أنه إذا ما بقيت الأمور على حالها، فإن ما يخطط له الاحتلال هو تصفية الوجود بشكل كامل في هذه المنطقة، لنصبح أقلية مجزأة”، معتبراً أن “الاحتلال يسعى إلى تغيير ديمغرافية المنطقة لمصلحة المستوطنين”.
ويحذر أبو دياب من “تهويد المنطقة بالكامل، إذا ما بقيت الأمور تسير على ما هي عليه اليوم”.-(الاناضول)
ترمز الأعلام الإسرائيلية إلى عقارات تمكّن مستوطنون خلال السنوات الماضية من وضع أيديهم عليها بالقوة، في البلدة الواقعة جنوب المسجد الأقصى.
ولكن بالنسبة إلى سكان سلوان، فإن الاستيلاء على هذه المنازل هو جزء من مخطط أوسع للسيطرة على البلدة بأكملها.
لكل حي في البلدة مأساته، إذ يواجه السكان في حي البستان مخططا لهدم أكثر من 100 منزل، فيما يواجه سكان بطن الهوى مخططا آخر لتهجير 86 عائلة. ويتكرر المشهد في عين الحلوة ووادي ياصول.
يقول جواد صيام، مدير مركز وادي حلوة (غير حكومي)، لـ “الأناضول”: “يبلغ عدد سكان حي وادي حلوة حوالي 5 آلاف نسمة، فيما يزيد عدد سكان حي البستان عن 1200، وحي بطن الهوى 700، وحي وادي الربابة 350 وحي وادي ياصول 600 نسمة، وجميعهم مستهدفون”.
ويضيف: “بالإجمال، نحن نتحدث عن حوالي 8000 شخص مهددين بالترحيل بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال إزالة منازلهم أو مشاريع استيطانية”.
** جمعيات استيطانية ناشطة ومدعومة يهودياً
من على سطح منزل صيام، يمكن رؤية أعلام إسرائيلية على أسطح منازل تحيط به من جهاته الأربع.
في الزقاق المؤدي إلى منزل صياح في حي وادي حلوة، كان مستوطنون إسرائيليون يتنقلون على أرجلهم إلى منازل عربية التصميم، ولكن يقطنها مستوطنون.
ويقدر صيام بأن أكثر من 400 مستوطن يقيمون في نحو 80 منزلا استولى عليها مستوطنون، في السنوات الأخيرة، بطرق مختلفة.
وتنشط جمعيتا “العاد” و”عطيرات كوهانيم” الاستيطانيتان منذ سنوات طويلة في الاستيلاء على منازل بالبلدة.
ويقول صيام إن الجمعيتين تحصلان على تبرعات بملايين الدولارات من شركات إسرائيلية وداعمين يهود حول العالم، إضافة إلى دعم الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها.
ويردف: “ملايين الدولارات تضخ سنويا إلى هذه المنطقة من أجل تهويدها”.
ويتابع: “الأعلام الإسرائيلية هي فقاعات للجماعات الاستيطانية من أجل إرسال رسالة بأن هذه المنطقة يهودية”.
** مخطط تهجيري قديم
غير أن المشكلة لا تكمن في الأعلام فقط، إذ ثمة وسائل أخرى تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في الحياة اليومية، لتهجير سكان الحي الأصليين، مثل “إغلاق بعض الطرق، والملاحقات الأمنية، وفرض ضرائب باهظة”، وفق صيام الذي يشير إلى أنه “حتى البنايات التي أنشأت قبل عام 1967، تعتبرها السلطات الإسرائيلية غير شرعية”.
وغالبا ما تسبب التغلغل الاستيطاني الإسرائيلي في سلوان بتفجير مواجهات شبه يومية بين السكان الفلسطينيين من جهة، والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
ولكن سكان البلدة يحذرون من انفجار أكبر في حال تنفيذ السلطات الإسرائيلية مشروعين استيطانيين كبيرين على حساب السكان وممتلكاتهم.
فقد أنذرت البلدية الإسرائيلية بالقدس بهدم أكثر من 100 منزل في حي البستان، فيما أعطت محكمة إسرائيلية الضوء الأخضر لإخلاء 86 عائلة من منازلها في حي بطن الهوى.
وأرجأت المحكمة المركزية الإسرائيلية مؤخرا قرارا بشأن إخلاء عائلة الرجبي من منزلها في حي بطن الهوى حتى نهاية العام الجاري.
ولكن المحكمة ذاتها أرجأت قرارها بشأن عائلات أخرى في الحي ذاته حتى شهر أغسطس/ آب المقبل.
** “تهويد” متعمّد للمنطقة
ويخشى السكان من طردهم من المنازل التي يقيمون فيها منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
ويخشى ناصر الرجبي، أحد سكان بطن الهوى، في حديث11111 لـ “الأناضول”، من احتمال إصدار المحكمة الإسرائيلية قراراً بإخراجه وعائلته من المنزل، واصفاً القرار – في حال صدوره – بأنه “مدمّر”.
ويقول: “نحن لن نخرج. هؤلاء يتعاملون معنا بعنصرية، فما يتحدثون عنه هو مجرّد ادعاءات بأن هذه الأرض التي تقوم عليها المنازل كانت لهم قبل عقود، ويريدون إخراجنا منها بالقوة”.
ويوضح الرجبي أن “المستوطنين يستقوون علينا بالمحاكم الإسرائيلية، وهي محاكم عنصرية وغير عادلة أصلاً”، معتبراً أن ما يجري هو “عملية تهجير علنية لحوالي 86 عائلة تضم 800 شخص من حي بطن الهوى”.
ويشير إلى أن المصير ذاته يواجهه 1500 شخص في حي البستان، و600 شخص في حي وادي ياصول.
ويقول إن الأمر “يؤثر علينا وعلى أطفالنا كثيرا، نفسياً ومعنوياً، فيما يتمتع المستوطنون بحراسة أمنية دائمة من الشرطة الإسرائيلية”.
ونصب سكان حيي بطن الهوى والبستان خيمة احتجاج ضد قرارات الهدم والتهجير.
وينشط السكان عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالدعوة إلى وقف عملية التهجير والهدم.
ويتوقع صيام أن تبدأ عمليات الهدم والتهجير في حال ضعف هذا النشاط الذي يلفت اهتماما محليا ودوليا.
ويقول: “عندما تشعر السلطات الإسرائيلية بأن هناك ضعفا من السكان، فإنها ستعمد إلى الهدم، بعدما أرجأت ذلك بسبب الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية الواسعة ضد الأمر”.
وتبرّر البلدية الإسرائيلية في القدس نيتها هدم المنازل التي يقيم فيها الفلسطينيون منذ عقود في حي البستان، بأنها تنوي تحويل المنطقة الى حديقة.
ويرى السكان أن ما يجري في سلوان هو جزء من مخطط إسرائيلي يستهدف المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى.
ويقول فخري أبو دياب، عضو لجنة الدفاع عن سلوان، لـ “الأناضول”: “هناك مخطط لتغيير هوية هذه المنطقة، تاريخياً وديموغرافياً، وذلك من خلال تغيير التركيبة السكانية عبر تقليل عدد السكان وطردهم ومنع السكان الأصليين من البناء لدفعهم إلى الرحيل نهائياً من الحي”.
ويشير إلى أن “السلطات الإسرائيلية تضع المستوطنين في الواجهة، بغية تخفيف الضغط الدولي عليها”.
ويردف: “أظن أنه إذا ما بقيت الأمور على حالها، فإن ما يخطط له الاحتلال هو تصفية الوجود بشكل كامل في هذه المنطقة، لنصبح أقلية مجزأة”، معتبراً أن “الاحتلال يسعى إلى تغيير ديمغرافية المنطقة لمصلحة المستوطنين”.
ويحذر أبو دياب من “تهويد المنطقة بالكامل، إذا ما بقيت الأمور تسير على ما هي عليه اليوم”.-(الاناضول)
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع