كلاب يكتب: الاحزاب .. هل استنفذت الارانب في قبعة الساحر؟
الثقة نيوز -
عمر كلاب
من أكبر اسباب الخراب في الحالة السياسية، ان البنية التحتية الشعبية محدودة التاثير,على الارادة والادارة السياسية, وان الرؤى السياسية تنزل من فوق فقط ولاتقبل صعود الرؤى الشعبية العامة، ويخضع العقل القيادي في المقابل لرؤى المختبرات والقوى المهيمنة وسياساتها, التي تستعجل الحالة بغرض تهشيمها وتهميشها, ولا تحتاج الحالة الى مقاربة بل الى مراقبة الحالة الحزبية, التي نشطت بعد انضاج مخرجات لجنة التحديث السياسية في مخبز التشريع.
منذ لحظتها الاولى, كانت الاحزاب الطازجة, مشغولة ومسكونة, بهدفين, الاول تقديم نخبها الى صاحب القرار بوصفها ” روشيتة العلاج “, والثانية التصدي للاجزاب التقليدية القائمة, وتحديدا تيار الاسلام السياسي, فجرى تخليق نخبها في المختبرات غير السياسية, وبدعم غير منظور, من مكاتب فاعلة, واحالت السلطة اوراق تلك الاحزاب الى مراكز زبائنية, بدل تنشيطها كمراكز فكرية, مزودة باسلحة الفهم والمعرفة, فطغى الجهل وطبعا غياب المعلومة, ولأن عقلية سدنة الاحزاب شبه قاصرة, او تصدى قصيري الفكر والمعرفة المشهد, خسرت الاحزاب فرصتها قبل ان تبدأ, كما اشار رئيس لجنة التحديث المنتهية مهامها سمير الرفاعي.
غياب الفهم وقلة المعرفة, ليس حصرا على تيار الوسط الوطني حسب التسمية الدارجة لفئة من الاحزاب, تسعى الى استنساخ تجربة الحزب الحاكم, او تحلم به على الاقل, بل شاملة لتيارات اليسار الحديث, الديمقراطي المدني والاجتماعي وما تفرع عنها من تسميات تقدمية او تأخرية, فصراع الاجنحة والاستقطابات دائر في كل المواقع, وليست القائمة الحزبية الانتخابية وصراعاتها, الا تظهير لصراع الاستزلام والاموال, وكل ذلك نتيجة وليس سببا, فالسبب ربما الاوحد, ان العقلية المسيطرة, ترفض اصحاب الفهم الذين حتى وان قلت معارفهم, يستطيعون بوعيهم اكمال الحلقة المفقودة.
فلجأت تلك العقلية المسيطرة, الى نخب مزورة, يحكمها منطق الغرور الجاهل, تصم آذانها عن سماع وقبول الرأي والرأي الاخر, تكره الناقد اوالمخالف, وهذه النخب المزورة تحكمها مصالح مشتركة، تتحدث مع نفسها حين تغيب الفئات الفاعلة عنهم, لان معظمهم لا يتقن القراءة او الكتابة او القدرة على التعبير, واختفت النخب الحقيقية, فاختفت معها, النصائح الجريئة, وحلت نخب مصنعة بعيوب واخطاء مصنعية فادحة, تفكر مرحليا إما بمصالحها او مكاسبها، فالحالة كانت تقتضي التنمية السياسية, وتهيئة المناخات الحزبية, وليس تصنيع وتخليق الاحزاب او اندماجها او تحالفها في غرف مغلقة, لا يتسرب لها الضوء او الهواء.
الاصلاح يحتاج الى رؤى حداثية صحيح, لكنه يحتاج الى تنمية, فالاصلاح يحتاج الى ممكنات, كان على التنمية السياسية ان توفرها, فهو- اي الاصلاح – عملية فكرية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية معقدة, لا يحلها حزب موتور يستثمر اي لحظة, ولا حزب ماجور ينتظر انابيب التغذية في الوريد الحزبي, ولا حزب مأفون يركب اللحظة كي يصل مموله المالي الى مقعد برلماني, لذلك يحضر التشاؤم الشعبي, ويحضر الاحساس بأن العملية الديمقراطية والاصلاحية, تم افسادها, واخشى ان هذه الاحزاب وهذه العقليات المسيطرة اليوم, قد استنفذت كل الارانب في قبعة الساحر, الذي سيعجز عن ابهار النظارة لاحقا.
عمر كلاب
من أكبر اسباب الخراب في الحالة السياسية، ان البنية التحتية الشعبية محدودة التاثير,على الارادة والادارة السياسية, وان الرؤى السياسية تنزل من فوق فقط ولاتقبل صعود الرؤى الشعبية العامة، ويخضع العقل القيادي في المقابل لرؤى المختبرات والقوى المهيمنة وسياساتها, التي تستعجل الحالة بغرض تهشيمها وتهميشها, ولا تحتاج الحالة الى مقاربة بل الى مراقبة الحالة الحزبية, التي نشطت بعد انضاج مخرجات لجنة التحديث السياسية في مخبز التشريع.
منذ لحظتها الاولى, كانت الاحزاب الطازجة, مشغولة ومسكونة, بهدفين, الاول تقديم نخبها الى صاحب القرار بوصفها ” روشيتة العلاج “, والثانية التصدي للاجزاب التقليدية القائمة, وتحديدا تيار الاسلام السياسي, فجرى تخليق نخبها في المختبرات غير السياسية, وبدعم غير منظور, من مكاتب فاعلة, واحالت السلطة اوراق تلك الاحزاب الى مراكز زبائنية, بدل تنشيطها كمراكز فكرية, مزودة باسلحة الفهم والمعرفة, فطغى الجهل وطبعا غياب المعلومة, ولأن عقلية سدنة الاحزاب شبه قاصرة, او تصدى قصيري الفكر والمعرفة المشهد, خسرت الاحزاب فرصتها قبل ان تبدأ, كما اشار رئيس لجنة التحديث المنتهية مهامها سمير الرفاعي.
غياب الفهم وقلة المعرفة, ليس حصرا على تيار الوسط الوطني حسب التسمية الدارجة لفئة من الاحزاب, تسعى الى استنساخ تجربة الحزب الحاكم, او تحلم به على الاقل, بل شاملة لتيارات اليسار الحديث, الديمقراطي المدني والاجتماعي وما تفرع عنها من تسميات تقدمية او تأخرية, فصراع الاجنحة والاستقطابات دائر في كل المواقع, وليست القائمة الحزبية الانتخابية وصراعاتها, الا تظهير لصراع الاستزلام والاموال, وكل ذلك نتيجة وليس سببا, فالسبب ربما الاوحد, ان العقلية المسيطرة, ترفض اصحاب الفهم الذين حتى وان قلت معارفهم, يستطيعون بوعيهم اكمال الحلقة المفقودة.
فلجأت تلك العقلية المسيطرة, الى نخب مزورة, يحكمها منطق الغرور الجاهل, تصم آذانها عن سماع وقبول الرأي والرأي الاخر, تكره الناقد اوالمخالف, وهذه النخب المزورة تحكمها مصالح مشتركة، تتحدث مع نفسها حين تغيب الفئات الفاعلة عنهم, لان معظمهم لا يتقن القراءة او الكتابة او القدرة على التعبير, واختفت النخب الحقيقية, فاختفت معها, النصائح الجريئة, وحلت نخب مصنعة بعيوب واخطاء مصنعية فادحة, تفكر مرحليا إما بمصالحها او مكاسبها، فالحالة كانت تقتضي التنمية السياسية, وتهيئة المناخات الحزبية, وليس تصنيع وتخليق الاحزاب او اندماجها او تحالفها في غرف مغلقة, لا يتسرب لها الضوء او الهواء.
الاصلاح يحتاج الى رؤى حداثية صحيح, لكنه يحتاج الى تنمية, فالاصلاح يحتاج الى ممكنات, كان على التنمية السياسية ان توفرها, فهو- اي الاصلاح – عملية فكرية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية معقدة, لا يحلها حزب موتور يستثمر اي لحظة, ولا حزب ماجور ينتظر انابيب التغذية في الوريد الحزبي, ولا حزب مأفون يركب اللحظة كي يصل مموله المالي الى مقعد برلماني, لذلك يحضر التشاؤم الشعبي, ويحضر الاحساس بأن العملية الديمقراطية والاصلاحية, تم افسادها, واخشى ان هذه الاحزاب وهذه العقليات المسيطرة اليوم, قد استنفذت كل الارانب في قبعة الساحر, الذي سيعجز عن ابهار النظارة لاحقا.
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع