أردوغان يحقق حلمه بافتتاح مسجد تقسيم
وجرى افتتاح المسجد للعبادة مع أداء صلاة الجمعة، حيث أمّ الصلاة رئيس الشؤون الدينية في تركيا علي أرباش، فيما حضر الصلاة محمد حمدان دقلو، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان.
وقال الرئيس التركي، إن "مسجد تقسيم" هدية لإسطنبول في الذكرى الـ568 لفتحها، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وأضاف أن "مسجد تقسيم يتبوأ من الآن مكانته المرموقة بين معالم إسطنبول".
وأعرب عن تمنياته بأن يجلب "مسجد تقسيم" الخير لإسطنبول وتركيا والعالم الإسلامي.
وأردف: "لا يساوركم الشك أن الصوت الذي يتردد صداه من مسجد تقسيم يزعج الإمبرياليين الطامعين في بلادنا وداعمي الإرهاب".
وشارك عمال بلدية إسبرطا، برش "ماء الورد"، في محيط المسجد، كهدية للمسجد.
** ما قصة الجامع مع أردوغان؟
قبل نحو 27 عاما، أخبر أردوغان الصحفيين، عندما كان مرشحا لرئاسة بلدية إسطنبول عن حزب الرفاه عام 1994، أنه يخطط لبناء المسجد.
وللرئيس التركي، مقطع شهير، وهو يشير بيده إلى موقع المسجد، وهو يقول: "آمل أن نتمكن من وضع حجر الأساس في هذا المكان".
ولم تكن مساعي بناء مسجد في ميدان تقسيم، الأولى من الرئيس أردوغان، ففي عام 1952 جرت محاولة بنائه في عهد الحزب الديمقراطي، ورغم تخصيص موقع له لم يتحقق المشروع.
وجرت محاولات أخرى في منتصف الستينيات، حيث تم تجهيز نموذج للمسجد، وفي عام 1965 قرر رئيس الوزراء التركي سليمان ديمريل بيع أرض لوقف المؤسسات بشرط بناء مسجد فيها، فيما صدر القرار من مجلس الوزراء عام 1979 للبدء بأعمال البناء، لكن تم إلغاؤه مع الانقلاب عام 1980.
وفي عام 1983 في عهد حزب الوطن الأم، جرت مساع لبناء مسجد في تقسيم، لكن الظروف لم تسمح بذلك.
وأعيدت فكرة بناء المسجد عام 1991 من خلال مؤسسة بقيادة رجل الأعمال إبراهيم أرسلان، والتي كان أردوغان عضوا في مجلس إدارتها، وجرى توقيع بروتوكول بين مؤسسة الثقافة والفن ومديرية المؤسسات، ينص على نقل مخطط الأرض إلى مديرية المؤسسات التي تقدمت بطلب التصحيح إلى البلدية التي لم تعط أي رد عام 1992.
وفي عام 1994، ومع فوزه في الانتخابات البلدية تعهد أردوغان بالبدء بوضع حجر الأساس لبناء مسجد تقسيم، فيما أعلن رئيس الوزراء نجم الدين أربكان هذا الأمر، ولكن بسبب الإجراءات الإدارية والقانونية لم يتم بناء المسجد، وتكرس توقف الحراك بهذا الشأن مع "انقلاب 1997".
وفي عام 2013، أعلن أردوغان أنه سيتم بناء مسجد تقسيم و"ثكنة طوبتشو"، ولكن تأجل الأمر بسبب بعض التطورات في البلاد لاسيما مظاهرات "غيزي بارك".
وفي عام 2016، بعد محاولة الانقلاب في البلاد، أعاد أردوغان هدفه إلى جدول الأعمال للبدء بإنشاء المسجد في تقسيم، حيث بدأت الإجراءات في عام 2017 بمشاركة المهندسين المعماريين التركيين، شفيق بيرقية، وسليم دالامان.
ويتسع المسجد لألفين و575 مصليا، وتبلغ مساحته 2482 مترا مربعا، وارتفاعه 303 أمتار.
ويضم موقفا للسيارات مكونا من 3 طوابق ويسع 163 مركبة في آن واحد، ومنطقة عرض وقاعة مؤتمرات ومطبخا للفقراء ومكتبة إسلامية رقمية.
وللمسجد أربعة أبواب، بما في ذلك المدخل الرئيسي المصنوع من الفولاذ بطول 7 أمتار وعرض 3 أمتار.
والمسجد مزيج من التصميم العصري والكلاسيكي ويتميز بمجاورته لكنيسة الروم الأرثوذكس وكنيسة الأرمن الكاثوليك.