حتى لا نصل إلى العقم الاقتصادي

12-05-2022 10:01 AM

الثقة نيوز -

كل الأمل أن يدخل عصر السياسات الاقتصادية العابرة للحكومات بعد الانتهاء من ورشة الديوان الاقتصادية التي بانت مخرجاتها على الأبواب ، وستحال هذه المخرجات إلى مجلس النواب في دورة استثنائية كما تقول الأخبار الواردة ، هذا يقول اننا دخلنا عصر السياسات وعدم الاكتفاء بالمشروعات ، لكن كي نتبنى سياسات سليمة يجب أن تضع نصب أعيننا اولا ان الاردن بحاجة لتدفقات نقدية كبيرة ، وأخشى أن تشغل في فكرة اللجان ومخرجاتها دون الانتباه إلى الأعمال المطلوبة من الجميع ، وعلى رأسها مراجعة جذرية لما يسمى وزارة الاستثمار ونحن على أبواب قانون استثمار جديد لذا أرجو أن تفكر الدولة جديا أن يتم تشكيل مجلس أعلى للاستثمار ، برئاسة الملك للخلاص من العلامات الكثيرة بين الوزارات ، ولا أقول وزراء الاستثمار والمالية ومحافظ البنك المركزي ، بحكم الترابط وهو التوضيح وليس واقعا مهذه الخلافات يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على قدرتنا على إدارة مرصنا ومواردنا على النحو الأمثل تقول دراسات التنمية إنه لا بد من وجود فريق تخطيط استراتيجي البرامج الاستثمار في الدولة يكون مريق العمل في المجلس هذا مكونا من عدد محدود من الاشخاص يتفاوت من دولة لأخرى بحيث كان فقط لا خبراء في بعض الدول ووصل إلى 24 جبيرا في دول أخرى ، المهم أن هولاء يتمتعون بخصائص علمية وتحارب حيائية تجعلهم العقل المفكر للدولة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتكون عصويتهم في هذا الفريق في العمل الوحيد الذي يعملونه ، متفكرون طوال اليوم ، كل أيام الأسبوع في كيفية النهوض بأوضاع الوطن ، وهم بذلك أطراف مباشرون في عملية تنموية ذات أطراف حسنة ، رأس الدولة ورئيس الحكومة والوزارات والجهاز البيروقراطي ، الشركات والمؤسسات الدولية ، والقطاع الخاص ، والنقابات المهنية والعمالية . المجلس الاعلى ليس مخترعا اردنيا بل موجود في كثير من الدول التي مرت بتجربة مماثلة لتحريشا وحققت تدادا لاحقا ، وله أسماء متعددة في دول عديدة ، ولتوضيح الفكرة فقط افترحت المجلس الاعلى الاستثمار الذي كان اسمه في ماليزيا مثلا موحدة التخطيط الاقتصادي ، والتي بدأت في الستينات بعدد بلغ 15 شخصا نصفهم كانوا من العقول الماليزية المهاجرة ، والرأس الأخضر اعتمد بدءا من منتصف السبعينات على ثلاثة عمول اقتصادية جبارة حول رئيس الوزراء الذي كان وزير التخطيط والضمان الاجتماعي أيضا ، وتايوان ابتكرت مجلسا تحت اسم مجلس المعونة الأميركية الذي كان يضم عددا من الخبراء التايوانيين والأميركيين ، وكان هذا المجلس على اتصال مباشر برئيس الجمهورية من خلال اجتماعات شبه اسبوعية وتشيلي اعتمدت على مجلس أطلق عليه إعلاميا اسم « فريق شيكاغو نسبة إلى حصولهم على درجاتهم العلمية من جامعة شيكاغو العريقة واعتقادهم في الإطار الفكري الذي تقدمه إذا دور هذا الفريق لا يمكن إعماله ولكن هذا دور محدد بدقة ، فلا يبيعي أن يسع أكثر من اللازم فيتحول إلى حكومة موازية أو أن يصيق أكثر من اللازم ، بحيث لا يكون أكثره من مجلس استشاري بلا دور من الناحية العملية ، وهذه هي مهارة صانع القرار الذي يعهد لهذه العقول المبهرة والنيرة بمثل هذه المهمة هذا الفريق عليه مهمة تصميم استراتيجيات الاستشعار على الورق ، والمقصود بالورق هو كتابة خطة محكمة تناقش بكل شفافية الخطوات الإجرائية لتحقيق التنمية ، ولأنهم لن يستطيعوا أن يحلوا كل المشكلات الاقتصادية بالتوازي معنيهم اختيار المحالات الأولى بالاهتمام على أساس معيارين ، أولا يكون للدولة فيها قدرة تنافسية كبيرة بحيث تستطيع عملياً أن تبرز فيها بمجهود أقل من أي مجال آخر والمعيار الثاني أن يكون هذا المجال استراتيجيا وقادرا على أن يكون قاطرة النمو التي تجر وراءها بقية القطار الاقتصادي الاجتماعي ، أي مجال له تأثير إيجابي على محالات اقتصادية واجتماعية أخرى ، أي يكون لها ( spill over effect ) كما يقال بالإنجليزية ، وأظنه لدينا القطاع السياحي ، ممثلا كانت هناك خطة ذات 14 نقطة لإصلاح القطاعين المالي والإنتاجي في تايوان ، ومي ماليريا نسب الدولة والسياسة الاقتصادية الجديدة ، منذ عام 1971 لكنها طبعتها بفعالية أكثر مع تولي مهاتير محمد السلطة في عام 1981 ، أي نحن لا نخترع العجله ولكننا نقرأ التجارب الناجحة المشابهة ، فكلها دول ليس لديها موارد نقطية ولا تملك سوى عقول قادرة على المنافسة وهذا متوافر في الاردن بكثافة لمن يرغبي في الاستفادة





التعليقات حالياً متوقفة من الموقع