الدولة التائهة
الثقة نيوز - فايز الفايز
وفي ظل تربع شركتين أميركيتين على عرش التكنولوجيا بقيمة سوقية للأولى وهي مايكروسوفت وصل الى 2.49 تريليون دولار متجاوزة للشركة الثانية أبل بفارق بسيط 2.48 تريليون دولار، فقد آن للدول العربية أن تقيم حفل لطميات، ومنها الشقيقة لبنان التي باتت على هاوية الإفلاس ليس ماليا فقط بل وسياسيا أيضا، وإذا بقيت الأزمة الخانقة تراوح مكانها فإن بوادر الحرب الأهلية ستعود مجددا لا قدر الله، في ظل تعنت الفرقاء الذين مزقوا البنية الشعبية.
ما يجري في لبنان يدعو الى الحزن على ذلك الشعب المحبوس في قفص الاتهام دوما، وزيادة على ذلك ينبطق عليه المثل الشعبي (فقر وغندرة) فالبون الشاسع ما بين طبقة الكريما السياسية التي نهبت الأموال واحتكرت السلطة وبين عامة الشعب البائس الذي لم يعد يستطيع تأمين لقمة عيشه وحياته بلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات قد حطم كل الآمال لدى الشعب، ثم لا يقيم السياسيون أي وزن لألفاظهم في ظل حالة من الغضب السريع الذي يجتاح عالمنا العربي على مستوياته الرسمية بعد أي رأي معارض، حتى باتت الدولة اللبنانية في مهب الريح تائهة بين طوائف سياسية شرذمت البلد.
هل تعي الدول العربية ماذا يعني أن شركةُ يبلغ عمرها 45 عاما وصلت الى أعلى سعر يعادل موازنات العرب مجتمعين، دون أن تدخل حروبا ولا تنتمي لمحاور ولا تقاطع أحدا ولا تقيم سفارات لا عمل لها؟ هذا يعني ان العالم قد تغير وسيتغير أكثر، ولن يعود الى الحروب ولا يرسل طائراته الى أبعد من عشرين الف كيلومتر ليقصفها، ولن ينشىء حوزات طائفية أو يسير ميلشيات لنصرة وليّ معتقد، ولن يرسل جيوشه الى بلاد العرب والعجم وبني الأحمر والأصفر ليحتلها، بل سيكون العالم واقعيا متجاوزا الواقع الافتراضي الذي نعرفه اليوم، فالمستقبل لذلك العالم سيتيح الثروات والسيطرة على عالمنا من داخل المكاتب في سيلكون فالي ونيويورك وبيجين وزيورخ ولندن دون أن تؤرقهم فاتورة الوقود ولا تزكم أنوفهم رائحة النفايات السامة لفظيا وعمليا ولا مصائب العرب.
كان على اللبنانيين أن يتعلموا من التجربة الأردنية التي تحاكي حالهم، فرغم الضغط التوربيني على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا، تتعامل الحكومات مع الدول الشقيقة والصديقة حول العالم على قاعدة عدم التدخل بشؤون الغير واحترام قراراتهم، حتى شعبنا ينقسم على نفسه في قضايا الدول الشقيقة، ولكن داخليا نتكلم وننتقد كل شيء دون أن نفعل أي شيء للوصول الى ما نريده، وفي النهاية الحكومات تفعل ما تقرر دون رمشة عين، ودون خروج أي من المسؤولين عن مسطرة اللغة الرسمية أو الاشتباك مع أي حالة عربية أثرّت أو قد تؤثر على بلدنا، بينما إخواننا اللبنانيون يخرقون النواميس في حبهم او كراهيتهم العلنية بكل أريحية.
الدولة العربية تائهة، كلنا تائهون حتى لو كان لدينا نظرية جيدة في محور ما، أكان اقتصاديا أو سياسيا، وقوة السلاح تغري بنا للسيطرة على الأضعف بيننا، وللنظر للعالم كيف يبحث عن الأفضل لشعوبهم، بينما مسؤولون عرب نهبوا مليارات الدولارات وخبأوها في مصارف العالم الغربي المتواطئة لصالحها، فلا شفافية باتت نكتة سمجة، ولا عدالة اجتماعية تحترم إنسانية الإنسان ولا احترام لحقوق الآخرين، حتى بتنا مثالا سيئا في كل شيء أمام عالم تجاوزنا نظريا وعمليا بمئات السنين التي لم يسعفنا تاريخ الحضارة الإسلامية التي قدمت للعالم المتقدم اليوم أسس تقدمهم من بطون كتب علمائنا من بغداد حتى الأندلس.. علينا أن نلحق بالركب الحضاري حتى لو في ذيله.
وفي ظل تربع شركتين أميركيتين على عرش التكنولوجيا بقيمة سوقية للأولى وهي مايكروسوفت وصل الى 2.49 تريليون دولار متجاوزة للشركة الثانية أبل بفارق بسيط 2.48 تريليون دولار، فقد آن للدول العربية أن تقيم حفل لطميات، ومنها الشقيقة لبنان التي باتت على هاوية الإفلاس ليس ماليا فقط بل وسياسيا أيضا، وإذا بقيت الأزمة الخانقة تراوح مكانها فإن بوادر الحرب الأهلية ستعود مجددا لا قدر الله، في ظل تعنت الفرقاء الذين مزقوا البنية الشعبية.
ما يجري في لبنان يدعو الى الحزن على ذلك الشعب المحبوس في قفص الاتهام دوما، وزيادة على ذلك ينبطق عليه المثل الشعبي (فقر وغندرة) فالبون الشاسع ما بين طبقة الكريما السياسية التي نهبت الأموال واحتكرت السلطة وبين عامة الشعب البائس الذي لم يعد يستطيع تأمين لقمة عيشه وحياته بلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات قد حطم كل الآمال لدى الشعب، ثم لا يقيم السياسيون أي وزن لألفاظهم في ظل حالة من الغضب السريع الذي يجتاح عالمنا العربي على مستوياته الرسمية بعد أي رأي معارض، حتى باتت الدولة اللبنانية في مهب الريح تائهة بين طوائف سياسية شرذمت البلد.
هل تعي الدول العربية ماذا يعني أن شركةُ يبلغ عمرها 45 عاما وصلت الى أعلى سعر يعادل موازنات العرب مجتمعين، دون أن تدخل حروبا ولا تنتمي لمحاور ولا تقاطع أحدا ولا تقيم سفارات لا عمل لها؟ هذا يعني ان العالم قد تغير وسيتغير أكثر، ولن يعود الى الحروب ولا يرسل طائراته الى أبعد من عشرين الف كيلومتر ليقصفها، ولن ينشىء حوزات طائفية أو يسير ميلشيات لنصرة وليّ معتقد، ولن يرسل جيوشه الى بلاد العرب والعجم وبني الأحمر والأصفر ليحتلها، بل سيكون العالم واقعيا متجاوزا الواقع الافتراضي الذي نعرفه اليوم، فالمستقبل لذلك العالم سيتيح الثروات والسيطرة على عالمنا من داخل المكاتب في سيلكون فالي ونيويورك وبيجين وزيورخ ولندن دون أن تؤرقهم فاتورة الوقود ولا تزكم أنوفهم رائحة النفايات السامة لفظيا وعمليا ولا مصائب العرب.
كان على اللبنانيين أن يتعلموا من التجربة الأردنية التي تحاكي حالهم، فرغم الضغط التوربيني على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا، تتعامل الحكومات مع الدول الشقيقة والصديقة حول العالم على قاعدة عدم التدخل بشؤون الغير واحترام قراراتهم، حتى شعبنا ينقسم على نفسه في قضايا الدول الشقيقة، ولكن داخليا نتكلم وننتقد كل شيء دون أن نفعل أي شيء للوصول الى ما نريده، وفي النهاية الحكومات تفعل ما تقرر دون رمشة عين، ودون خروج أي من المسؤولين عن مسطرة اللغة الرسمية أو الاشتباك مع أي حالة عربية أثرّت أو قد تؤثر على بلدنا، بينما إخواننا اللبنانيون يخرقون النواميس في حبهم او كراهيتهم العلنية بكل أريحية.
الدولة العربية تائهة، كلنا تائهون حتى لو كان لدينا نظرية جيدة في محور ما، أكان اقتصاديا أو سياسيا، وقوة السلاح تغري بنا للسيطرة على الأضعف بيننا، وللنظر للعالم كيف يبحث عن الأفضل لشعوبهم، بينما مسؤولون عرب نهبوا مليارات الدولارات وخبأوها في مصارف العالم الغربي المتواطئة لصالحها، فلا شفافية باتت نكتة سمجة، ولا عدالة اجتماعية تحترم إنسانية الإنسان ولا احترام لحقوق الآخرين، حتى بتنا مثالا سيئا في كل شيء أمام عالم تجاوزنا نظريا وعمليا بمئات السنين التي لم يسعفنا تاريخ الحضارة الإسلامية التي قدمت للعالم المتقدم اليوم أسس تقدمهم من بطون كتب علمائنا من بغداد حتى الأندلس.. علينا أن نلحق بالركب الحضاري حتى لو في ذيله.
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع