المرأة واالنتخابات

24-10-2021 10:34 AM

الثقة نيوز - عبدالهادي راجي المجالي
كنت أقرأ مقاالت لبعض الزمالء حول، عدم نجاح أي زميلة في
انتخابات نقابة الصحافيين.. البعض اعتبره أمرا محيرا ويدعو
للقلق، والبعض اعتبره تأخرا في مسار الحريات والديمقراطية،
بالمقابل البعض نظر إليه باعتباره.. معيقا لدولة القانون
والمساواة والمجتمع المدني..
حسنا هل المقياس لحضور المرأة يتم من خالل فوزها في االنتخابات؟.. الراحلة ليلى
األطرش كانت روائية عظيمة في الصحافة األردنية، وكاتبة مقال من طراز رفيع.. حققت
حضورا فاق حضور المئات من الرجال.. وليلى لم تكن تحتاج لعضوية مجلس نقابة
الصحفيين حتى تحظى بالحضور والقوة، والشعبية.. الزميلة النا مامكغ، وحين كانت في
الرأي نافست مقاالتها كبار الكتاب.. وكنا نتعلم منها، سالسة اللغة وبساطتها.. وفن
كتابة المقال، صارت وزيرة للثقافة فيما بعد.. ولو عرض على النا خوض أي انتخابات، حتما
سترفض.. ألن ما حققته من نجاحات في القلم يفوق نجاحات مقاعد النقابات..
سميحة خريس الروائية الكبيرة، عبير الزبن المذيعة التي تفوقت في برنامج »ستون
دقيقة« وحاورت كبار الساسة والمسؤولين، وقدمت حالة وعي في اإلعالم قل نظيرها..

خذ أيضا.. رنا الصباغ، هند خليفات، حياة الحويك، محاسن اإلمام.. سهى كراجة، سائدة
الكيالني.. الخ، هل كل اللواتي ذكرتهن حققن هذا الحضور الكبير في الساحة اإلعالمية
عبر الصناديق، وهل كانت النقابة تاريخيًا.. هي المظلة والمقياس للتفوق واإلبداع؟
أحيانا نحن نبحث عند قراءتنا للمجتمع، فقط عن اإلدانة.. دائما المجتمع األردني مدان.. في
الحريات، في حقوق المرأة، في الديمقراطية، في السجون.. وغالبا مداخل اإلدانة تكون في
قضايا المرأة.. وهذا األمر يدعونا للسؤال.. لماذا في انتخابات النقابة.. قرأنا مشهد المرأة
فقط، ولم نقرأ بعض المشاهد األخرى.. التي تتعلق بقوة النقابة، ووجودها، وحجم
تأثيرها.. قياسا لنقابات أخرى مثل األطباء والمهندسين.. لم نقرأ أيضا، غياب الوجوه
التقليدية.. لم نقرأ أيضا، أن شيئا لن يتغير في المستقبل.. وأن هذه المؤسسة منذ أن
وجدت وهي تحاول إنتاج أدوار لها.. ولم تستطع أن تجبر المؤسسات اإلعالمية، على أخذ
قراراتها بمحمل الجد.. أو تنتج معها حاالت توافق..
في النهاية.. المرأة األردنية في اإلعالم، أهم من المرأة في النقابة.. الراحلة ليلى األطرش، لم
نعرفها شخصيا وبالوجه.. بل عرفناها من خالل رواياتها.. وكتاباتها في الدستور..
اكتسبت مئات األلوف من أصوات المحبين، ومن القراء.. ووضعت اسمها في عالم الرواية
العربية.. كهرم وكسيدة عظيمة..
في قضايا المرأة - لإلسف - صارت اإلدانة حاضرة، بالمقابل.. لم نعد نرى في هذا المجتمع
أي صورة من صور الحياة، كل ما نراه.. هو حقائق مجتزأة.. وإغفال متعمد للصورة الكلية..




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع