نحو شارع البحتري ..
الثقة نيوز - عبدالهادي راجي المجالي
... أول أمس حضرت توقيع كتاب الزميلة رولى سماعين , كان الحفل راقيا مهذبا والذين تحدثوا فيه , قدموا إضاءات على الكتاب ..تحدث مثلا الوزير الأسبق جواد عناني وكان يرتدي ربطة عنق خضراء جميلة , وتحدثت الوزيرة ياسرة غوشة واعتذرت عن نسيان نظاراتها ..لكن كلمتها كانت مختصرة وعميقة , وبعد ذلك تجاذبنا أطراف الحديث مع الزميلة رولى وبعض الحاضرين ..كان منهم الزميل ناصر رحامنه , وعبدالحكيم والحفار....
ذهبت بعد انتهاء الحفل إلى المقهى الذي أرتاده في جبل عمان - منطقة الدوار الثاني - وكأني سافرت من فندق الشيراتون لوطن اخر ....في شارع البحتري وفي المقهى , الطاولة التي بجانبي كان عليها مجموعة يتحدثون لغة غريبة وحين سألتهم تبين أنهم (صوماليون) ...وعلى الطاولة الأخرى مجموعة من الاشقاء الذين جاءوا من اليمن واستقروا هنا ....وعلى الطاولة التي تقع عند الباب ..جلس مجموعة من الشباب السوريين , واسترقت السمع لهم كانوا يتحدثون عن معركة درعا ..ويبدو أنهم من المعارضة ...
المقهى أممي ...على ما يبدو , بعد ذلك جلست على الرصيف كي أراقب المارة والسيارات ....كل اللواتي يقمن بالعبور من أمامي , هن فلبينيات ..يعملن إما خادمات في المنازل أوعاملات في المصانع , وواحدة منهن ...اسمها ( كاتي) أحبت عمان كثيرا واشترت كلبا , وسألتها عن الكلب بالطبع: ...أخبرتني أنه يقتل الوحدة لديها ...وقد اعتادت في المساء أخذه في (كسدوره ), يا ترى لو كانت تعيش في الفلبين فهل ستشتري كلبا , وتوفر لها مانيلا نفس الحياة التي تنعم بها هنا ...لا أظن ذلك , وكدت أن أسألها السؤال ولكني خجلت ..
بالطبع مرت واحدة إثيوبية ...وقد صادقت عاملة انونيسية , هنا في عمان تجتمع الجنسيات مع بعضها وتنتج صداقات أيضا ...
المسافة بين فندق الشيراتون وشارع البحتري , لا تتجاوز (3) كيلو ...لكنك تحس أنك تنتقل من وطن إلى اخر ....وتسأل في داخلك : نحن بلد لدينا أعلى نسب بطالة في المنطقة , ولدينا تضخم ..ولدينا فقر وجيوب للفقر ..لدينا الكثر من القلق اتجاه المستقبل ..وتصنف عمان بأنها العاصمة الأغلى عربيا ....مادام أننا نملك كل هذه الصفات المؤلمة ...إذا ماهو الدافع الذي حدا بكل هؤلاء للمجيء إلينا ؟....والأغرب أنهم يمارسون الترف ..فالعاملة الفلبينية ..اشترت كلبا , والأشقاء من الصومال يفضلون تناول (الكوكتيل مع العسل) أثناء تدخينهم الأرجيلة ...والأهم من ذلك , أن الساحة المجاورة للكلية العلمية الإسلامية جرى فيها مباراة ...بين العمال (الأثيوبيين) ...والهنود , وفازت أثيوبيا على الهند ..واحتفلوا في المقهى ...
كتاب رولى سماعين اسمه نحو الهزيع الرابع ... يتحدث عن الروح , وعن الحب ..يتحدث بمفاهيم صوفية راقية ...أنا يا صديقتي قررت أن أطلق كتابا اسمه نحو شارع البحتري ...في جبل عمان , وسأتحدث عن اغتراب المكان ..حتى الأماكن صارت غريبة علينا ...وعن اغتراب الروح أيضا .
أتمنى من وزير الداخلية , أن يأتي إلى المقهى هذا اليوم الذي يقرأ فيه المقال ..كي يرى أن هنالك بعض الإختلالات ...هؤلاء لا أعرف هل جاءوا يمارسون الترف أم العمل لدينا ... أقسم أنهم يعيشون بأفضل منا كثيرا .
[email protected]
... أول أمس حضرت توقيع كتاب الزميلة رولى سماعين , كان الحفل راقيا مهذبا والذين تحدثوا فيه , قدموا إضاءات على الكتاب ..تحدث مثلا الوزير الأسبق جواد عناني وكان يرتدي ربطة عنق خضراء جميلة , وتحدثت الوزيرة ياسرة غوشة واعتذرت عن نسيان نظاراتها ..لكن كلمتها كانت مختصرة وعميقة , وبعد ذلك تجاذبنا أطراف الحديث مع الزميلة رولى وبعض الحاضرين ..كان منهم الزميل ناصر رحامنه , وعبدالحكيم والحفار....
ذهبت بعد انتهاء الحفل إلى المقهى الذي أرتاده في جبل عمان - منطقة الدوار الثاني - وكأني سافرت من فندق الشيراتون لوطن اخر ....في شارع البحتري وفي المقهى , الطاولة التي بجانبي كان عليها مجموعة يتحدثون لغة غريبة وحين سألتهم تبين أنهم (صوماليون) ...وعلى الطاولة الأخرى مجموعة من الاشقاء الذين جاءوا من اليمن واستقروا هنا ....وعلى الطاولة التي تقع عند الباب ..جلس مجموعة من الشباب السوريين , واسترقت السمع لهم كانوا يتحدثون عن معركة درعا ..ويبدو أنهم من المعارضة ...
المقهى أممي ...على ما يبدو , بعد ذلك جلست على الرصيف كي أراقب المارة والسيارات ....كل اللواتي يقمن بالعبور من أمامي , هن فلبينيات ..يعملن إما خادمات في المنازل أوعاملات في المصانع , وواحدة منهن ...اسمها ( كاتي) أحبت عمان كثيرا واشترت كلبا , وسألتها عن الكلب بالطبع: ...أخبرتني أنه يقتل الوحدة لديها ...وقد اعتادت في المساء أخذه في (كسدوره ), يا ترى لو كانت تعيش في الفلبين فهل ستشتري كلبا , وتوفر لها مانيلا نفس الحياة التي تنعم بها هنا ...لا أظن ذلك , وكدت أن أسألها السؤال ولكني خجلت ..
بالطبع مرت واحدة إثيوبية ...وقد صادقت عاملة انونيسية , هنا في عمان تجتمع الجنسيات مع بعضها وتنتج صداقات أيضا ...
المسافة بين فندق الشيراتون وشارع البحتري , لا تتجاوز (3) كيلو ...لكنك تحس أنك تنتقل من وطن إلى اخر ....وتسأل في داخلك : نحن بلد لدينا أعلى نسب بطالة في المنطقة , ولدينا تضخم ..ولدينا فقر وجيوب للفقر ..لدينا الكثر من القلق اتجاه المستقبل ..وتصنف عمان بأنها العاصمة الأغلى عربيا ....مادام أننا نملك كل هذه الصفات المؤلمة ...إذا ماهو الدافع الذي حدا بكل هؤلاء للمجيء إلينا ؟....والأغرب أنهم يمارسون الترف ..فالعاملة الفلبينية ..اشترت كلبا , والأشقاء من الصومال يفضلون تناول (الكوكتيل مع العسل) أثناء تدخينهم الأرجيلة ...والأهم من ذلك , أن الساحة المجاورة للكلية العلمية الإسلامية جرى فيها مباراة ...بين العمال (الأثيوبيين) ...والهنود , وفازت أثيوبيا على الهند ..واحتفلوا في المقهى ...
كتاب رولى سماعين اسمه نحو الهزيع الرابع ... يتحدث عن الروح , وعن الحب ..يتحدث بمفاهيم صوفية راقية ...أنا يا صديقتي قررت أن أطلق كتابا اسمه نحو شارع البحتري ...في جبل عمان , وسأتحدث عن اغتراب المكان ..حتى الأماكن صارت غريبة علينا ...وعن اغتراب الروح أيضا .
أتمنى من وزير الداخلية , أن يأتي إلى المقهى هذا اليوم الذي يقرأ فيه المقال ..كي يرى أن هنالك بعض الإختلالات ...هؤلاء لا أعرف هل جاءوا يمارسون الترف أم العمل لدينا ... أقسم أنهم يعيشون بأفضل منا كثيرا .
[email protected]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع