الحرس الثوري في درعا .. تأثيرات معركة درعا على الأمن الوطني الاردني ..

27-09-2021 01:07 PM

الثقة نيوز - الثقة نيوز – كتب محرر الشؤون الأمنية
تعدد الروايات حول مشاركات فصائل شيعية أفغانية واخرى باكستانية , في معارك درعا ...والحقيقية تؤكد , أن هذه الفصائل أو المليشيات , هي تتبع للحرس الثوري الإيراني وتلقت تدريبها في ثكناته , وتحمل عقيدته ...
هيكيلية هذه الفصائل وطريقة عملها ..
ابرز المليشيات الإيرانية في سوريا والمشاركة بمعركة درعا هي لواء فاطميون واغلبهم من الشيعة الأفغان يبلغ عددهم حوالي (14) الف مقاتل , وتتراوح اعمارهم ما بين 16 – 30 ...يتبعون مباشرة لإستخبارات الحرس الثوري الإيراني , ولكن في حال دخولهم لمعركة ..مباشرة تسلم القيادة لحزب الله ...يشكلون طليعة بشرية في اي معركة ويعهد إليهم الإقتحام كون تدريباتهم ركزت على المشاة , والعمليات القتالية داخل المدن ...سلاحهم في الغالب خفيف ..إلا أنهم تزودوا مؤخرا بقذائف صاروخية ومتفجرات ...وعبوات ناسفة , ولديهم خبرة كونهم قاتلوا في أكثر من مكان في سوريا ...وايضا يشترك معهم لواء الزينبيون ..إلا انه يرتكز في كوادره البشرية على الشيعة الباكستانيين ..ويمثلون الأغلبية , ويتبع نفس تكتيكات وعمل لواء فاطميون ..
حزب الله
ميزة حزب الله في سوريا , أنه لا يتبع مباشرة لقيادات الجيش السوري ...اثناء العمليات القتالية ففي معارك حلب مثلا , كان انتشار الجيش السوري ...مرتبط بالأوامر التي يتلقاها من حزب الله , كون هذا الحزب امتلك قدرات هائلة في قتال المدن , ويمتلك أيضا معدات عسكرية مطابقة للمعدات التي يمتلكها الحرس الثوري الإيراني , حتى أن البعض يؤكد بأن التقنيات التي يملكها مقاتلوا حزب الله تتفوق في بعض الأحيان على معدات الحرس الثوري ...حزب الله هو الفاعل الحقيقي في معركة درعا , هو من قاد الفصائل الإيرانية ووزعها ..هو ايضا من حدد عمليات القصف للجيش السوري وهو من وضع خطة المعركة ...والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تمثل معركة درعا رمزية خاصة بالنسبة لحزب الله ...
أولا : درعا شكلت بداية الثورة في سوريا , وهي اول مدينة خرجت عن سيطرة السلطة المركزية وهي المدينة التي كانت مخزنا للذخيرة والعتاد وزودت الكثير من أطراف الثورة المسلحة بها , ناهيك عن كونها شكلت منفذا لعبور الإستخبارات العربية والغربية ..للداخل السوري ...والأمر الأخطر , أنها ابعدت الجيش السوري عن خطوط التماس مع أسرائيل ..
ثانيا : عودة درعا تمثل فتح ساحة أخرى لحزب الله للإشتباك مع إسرائيل ..وبالتالي ستخفف الضغط عن الساحة اللبنانية المحكومة باتفاقات دولية , وخطوط واضحة للإشتباك
ثالثا : السيطرة على درعا تعني أن حزب الله صار له حدود مع الأردن فهو خرج من الساحة اللبنانية , ومن المحيط السوري وصار اشبه بلاعب في المنطقة , فإطلالته على الحدود الأردنية ..سيعتبرها ورقة ضغط ,تجعله فيما بعد يجلس على طاولة المفاوضات كلاعب رئيسي ومهم في المشهد ...
الأردن أين ؟
الاخبار المتسربة تؤكد , أن الحوار الأردني السوري على المستوى الامني والحكومي ليس بذلك الحوار الحقيقي , حتى لو أطلق المسؤولون الأردنيين تصريحات متفائلة ...ففي الساحة الجنوبية وبالتحديد درعا لايملك الجانب السوري قرارا حاسما في تحديد نوع وحجم القوات المتواجدة , من يملك ذلك هو حزب الله والحرس الثوري الإيراني ...هذا إذا علمنا أن الإستخبارات الإيرانية وقيادات حزب الله , اشترت معظم ولاءات الضباط الكبار في الجيش السوري ..وحتى ولاءات بعض السياسين وبالتالي الدولة السورية غير فاعلة ...ولكن ما يهم الرئيس السوري بشار الأسد في العلاقة مع الاردن , هو كسر الحصار السياسي المفروض عليه ..وإنتاج حوار مع الأطراف , تمهيدا لإعادة تأهيل النظام في المنظومة العربية ....يا ترى هل يدرك الأردن ذلك ؟ ...الأردن السياسي لايدرك هذه المعادلة , ولكن الأردن الأمني يدركها جيدا ..وأهم مؤسسة تمتلك تصورا استراتيجيا عن الجنوب السوري هي الجيش والمخابرات ..وتاريخيا كان الملف في عهدة هذه المؤسسات ....
السيناريوهات السلبية ..
ربما الأردن سيندم الان على عدم قيامه , باتباع وصفة كان من الممكن تنفيذها في بداية الأزمة ..وهي انتاج جيوب عازلة داخل الأراضي السورية , وحتما كانت ستحظى بدعم عسكري وسياسي دولي ...الان ماذا سيحدث ؟ ستحاول إيران في أي مشهد قادم للتفاوض أن لا تتحدث عن التزامها بأمن الخليج بل ستدخل الساحة الأردنية في المشهد ..باعتبار أن الحرس الثوري الإيراني الان وجد موطيء قدم له في مدينة مطلة على الشمال الأردني ...وهذا الأمر يشكل جزء من العقيدة العسكرية للحرس الثوري , فشهيتهم في التمدد وتهديد الاطراف الأخرى , تمنحهم ورقة قوية ..في أي حوارات قادمة ....الحرس الثوري الإيراني عقيدته القتالية تقوم على التهديد والزوايا الحرجة ..ودرعا خاصرة حرجة جدا , والأخطر من كل ذلك ...أن اتفاقات الأردن – بوتين ..قبل أعوام والتي ضمنت للأردن ..حركة للمليشيا الإيرانية وحزب الله بعيدة عن الحدود , وتتجاوز العشرين كيلوا مترا كانت انتصارا للدولة الأردنية ....ولكنها الان انهارت , فكما قلنا عقيدة الحرس الثوري تقوم على التهديد والزوايا الحرجة , ودرعا هي الجغرافيا الحرجة والأخطر والاهم عسكريا بالنسبة للحرس الثوري ..
التكهنات المستقبلية ..
لا أظن أن حزب الله سيقبل باي واسطة روسية أو سورية لسحبه من درعا , وسيثبت قدمه في المنطقة ....وربما سيقوم بشراء أملاك وعقارات والإستيلاء على اخرى , وسيمارس حالة تشييع للمنطقة ....حزب الله ينظر للأمر من زاوية استراتيجية , وهي أن مساحته في المواجهة مع اسرائيل قد اتسعت وهو من قام بتوسيعها ..وحزب الله لايحمل الكثير من النوايا الطيبة اتجاه الأردن ....وبالتالي فإن انتاج اي مغامرة عسكرية في الجنوب السوري سيكون أمرا سهلا ..وليس بالصعب , حتى لو تضررت الاطراف المحيطة ...وهذا ما يخشاه التفكير الأمني الأردني ....في تعاطيه مع الملف ....ويبقى السؤال المعلق هل ستشهد الأسابيع القادمة حوارا ايرانيا اردنيا وتفاهما حول الحدود ؟ الله أعلم ...ولكن إيران إذا حصلت على علاقات هادئة وتفهم أردني ...وجعلت الأردن في علاقته السياسية معها , يشكل إزاحات عن المشهد الخليجي باتجاهها فهي حتما ستقدم للأردن ما يطلبه ...والأردن يعي ذلك جيدا , فهو في الحوار السعودي الإيراني القائم حاليا لم يستشر ..وهو ايضا يؤمن بأن مصلحته الأمنية تطغى على أي علاقة مع دول الجوار ....لننتظر القادم




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع