الدغمي ابن الوطنية الجامحة ..

25-08-2021 12:25 PM

الثقة نيوز -  

الثقة نيوز – خاص

 

بات في حكم المؤكد , أن يكون عبدالكريم الدغمي هو الرئيس القادم لمجلس النواب ..ومافرض عبدالكريم على المشهد , هو الحاجة الرسمية والوطنية وضرورات المرحلة ..ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف سيتعامل الدغمي مع مخرجات اللجنة الوطنية للإصلاح وهل سيمررها من من موقع الرئاسة – في حال لم تحدث تغيرات على المشهد - ؟

في العشر سنوات الأخيرة أعاد الدغمي تشكيل شخصيته الوطنية في ثلاثة محاور :

أولها : سوريا فقد قدم دفاعا مستميتا عن النظام السوري , واصطدم بشكل مباشر مع القوى المتأمركة في البلد , ومع التيار المرتهن للمشروع  الخليجي في سوريا ..واصطدم مع الإسلاميين , كان هذا الموقف يسجل للدغمي , لكنه في المقابل وفي ذات الوقت كان يسجل حالة من التناقض مع بعض محركات الموقف الأردني الرسمي اتجاه سوريا ...ودفع الرجل ثمنا مؤلما لهذا الموقف , لكنه كسب سوريا ..ومستقبلا سيكون الدغمي من المداخل التي ستعتمد عليها الدولة , في إذابة الجليد مع النظام والدولة السورية.

ثانيا : قام الدغمي بمهاجمة ما كان يسميه (حزب واشنطن) داخل الدولة الأردنية , ولعل صراعه الشرس مع النائب مصطفى الحمارنة في فترة ما من عمر المجلس , وجه عليه حراب السفارات , وحراب بعض القوى الليبرالية في الدولة , والتي رأت فيه مشروعا وطنيا كلاسيكيا , يضع العصي في دواليب الحداثة ..وانتزاع الدولة من إرثها العشائري

ثالثا : المحور الأهم في المشهد هو (الأن جي أوز) ...والدغمي يرى في هذه المؤسسات اختراقا لسيادة الدولة , وكان يرى فيها أيض ذراعا ماليا لبعض القوى من أجل تثبيت سطوتها على المجتمع ونهش منظومة قيمه وموروثاته ...واتهمهم مباشرة بالعمالة في خطابه المشهور بالبرلمان السابق عندما قام بفضحهم بالاسم ...

المشكلة أن اللجنة في شكلها , وتكوينها تحمل تيارات واسعة كانت معادية للنظام السوري ..وتحمل تيارات أوسع منخرطة في مشاريع الأن جي أوز ...وتحمل تيارات واسعة ممن يؤمنون بالمشروع الأمريكي كطريقة تفكير ..وطريقة للتحرر من الأعباء العشائرية الثقيلة ومسألة الهوية ..

والسؤال الذي يطرح نفسه , في حال تسلم الدغمي رئاسة مجلس النواب ..هل ستجرؤ اللجنة على تمرير كل ما وصلت له من قوانين , أم سيستعمل الدغمي وطنيته الجامحة والتي تلقى قبولا شعبيا وتأييدا في فلترة هذه المخرجات ...

في النهاية علينا أن تقرأ المشهد من زاوية مغايرة , وهي أن وصول الدغمي لرئاسة مجلس النواب هو تعبير عن رضى ودعم بعض المؤسسات الحيوية , وهذا يقودنا إلى استنتاج اخر يقول : أن اللجنة الملكية للإصلاح ..لاتحظى برضى بعض المؤسسات حتى وإن مررت هذه المؤسسات حضورها على مضض ..

الدغمي وصوله لرئاسة مجلس النواب , سيكون خيار المؤسسات ..وليس خيار الدغمي أو النواب فقط ...

والله أعلم .




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع