طالبان تسيطر على مزيد من المدن الأفغانية .. وتوقعات بهجومها على كابول قريبا

14-08-2021 09:13 AM

الثقة نيوز - قال مسؤولون محليون أمس الجمعة إن مقاتلي طالبان سيطروا على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان في الوقت الذي انهارت فيه مقاومة القوات الحكومية وتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابول لهجوم خلال أيام.

وأكد مسؤول حكومي سيطرة طالبان على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاما.

وسقطت هرات أيضا في قبضة طالبان.

وقال غلام حبيب هاشمي عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف من مدينة هرات التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة قرب حدود إيران “تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال.. صارت مدينة للأشباح”.

وأضاف “العائلات إما أنها غادرت أو اختبأت في المنازل”.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن طالبان، التي أُزيحت عن السلطة في عام 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة، قد تزحف صوب كابول خلال أيام.

وأعلنت واشنطن يوم الخميس خططا لإرسال ثلاثة آلاف جندي إضافيين للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن معظم الجنود سيكونون في كابول بحلول نهاية الأسبوع. وأكدت بريطانيا أيضا بدء عملية عسكرية لدعم إجلاء رعاياها.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي يوم الجمعة إن “كابول لا تواجه حاليا تهديدا وشيكا ولكن من الواضح … إذا نظرت فقط إلى ما تفعله طالبان ، يمكنك أن ترى أنهم يحاولون عزل كابول”.

وأخطرت السفارة الأمريكية في كابول موظفيها في مذكرة اطلعت عليها رويترز بأنها وفرت صناديق حرق للقضاء على المواد، ومنها الأوراق والأجهزة الالكترونية، بهدف “تقليل حجم المواد الحساسة بالمنشأة”.

وقالت الأمم المتحدة إنها لن تجلي موظفيها من أفغانستان لكنها ستنقل بعضهم إلى كابول من مناطق أخرى من البلاد. لكن سفارات وجماعات إغاثة غربية كثيرة قالت إنها ستعيد العديد من موظفيها إلى بلادهم.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حركة طالبان لوقف هجومها في أفغانستان فورا، محذرا من أن “الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة”

وقال جوتيريش للصحفيين “رسالة المجتمع الدولي لأولئك المنخرطين في الحرب يجب أن تكون واضحة: الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية نهج خاسر. هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى حرب أهلية طويلة أو لعزلة أفغانستان بشكل كامل”.

وقال النائب الأول للرئيس الأفغاني أمر الله صالح إنه فخور بالقوات المسلحة في البلاد.

وقال على تويتر بشأن اجتماع للأمن القومي برئاسة الرئيس أشرف غني
“قررنا باقتناع وتصميم أن نقف بحزم ضد إرهاب طالبان ونفعل كل ما في وسعنا لتعزيز المقاومة الوطنية بكل الوسائل والطرق”. وأضاف “إننا فخورون (بقواتنا المسلحة)”.

*كارثة إنسانية

أثار القتال أيضا مخاوف من حدوث أزمة لاجئين وتراجع ما تحقق من مكاسب في مجال حقوق الإنسان. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام منهم 250 ألفا منذ مايو أيار.

وأقامت أسر في خيام في حديقة بكابول بلا مأوى بعد أن هربوا من العنف في مناطق أخرى من البلاد.

وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي في إفادة للأمم المتحدة “الموقف يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية”.

ولم يكن بوسع النساء في ظل حكم طالبان العمل ولم يكن يسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة وكان على النساء تغطية وجوههن وأن يرافقهن أحد الأقارب الذكور إذا أردن الخروج من منازلهن. وفي أوائل يوليو تموز أمر مقاتلو طالبان تسع نساء بالتوقف عن العمل في أحد البنوك.

ومن بين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال اباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى كابول.

وقال مسؤولون أمنيون إن طالبان سيطرت أيضا على بلدتي لشكركاه في الجنوب وقلعة ناو في الشمال الغربي. وقال مسؤولون إن فيروز كوه عاصمة إقليم غور بوسط البلاد استسلمت دون قتال.

ومثلت خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد قندهار معقل حركة طالبان التي ظهرت في عام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية وسيطرت على معظم البلاد من عام 1996 إلى عام 2001.

ومثل استيلاء طالبان على قندهار في الجنوب وهرات في الغرب إثر اشتباكات على مدى أيام ضربة مدمرة للحكومة في الوقت الذي يتحول فيه تقدم طالبان إلى هزيمة منكرة لقوات الأمن.

وسيطر المتشددون على 14 من عواصم الأقاليم الأفغانية البالغ عددها 34 منذ السادس من أغسطس آب.

وقال مسؤول إنه بعد الاستيلاء على هرات، اعتقل المسلحون القائد المخضرم إسماعيل خان، مضيفا أنهم وعدوا بعدم إيذائه هو وغيره من المسؤولين الذين تم أسرهم.

وأكد متحدث باسم طالبان اعتقال خان الذي كان يقود المقاتلين ضد طالبان.

وذكرت قناة الجزيرة في وقت لاحق أن خان استقل طائرة إلى كابول حاملا رسالة من طالبان. ولم يتسن على الفور تأكيد التقرير.

*قرار بايدن

أثارت سرعة الهجوم الذي تشنه طالبان انتقادات لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب القوات الأمريكية.

وقال بايدن هذا الأسبوع إنه لم يندم على قراره مشيرا إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار في أطول حرب أمريكية وخسرت آلاف الجنود‭ ‬داعيا جيش أفغانستان وقادتها إلى تحمل المسؤولية. واتصل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن بغني يوم الخميس وأبلغاه أن الولايات المتحدة ما زالت حريصة على أمن أفغانستان.

وأظهرت استطلاعات الرأي تأييد معظم الأمريكيين لقرار بايدن بسحب القوات في حين يعارضه الجمهوريون.-(رويترز)




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع